الاثنين، 1 سبتمبر 2025

العلل والسؤالات الحديثية

................................💥💥.............................

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

ج1.كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير { الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير كتاب الإيمان كتاب العلم كتاب الفضائل كتاب الفتن كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب الصيام كتاب البيوع كتاب النكاح كتاب الحدود كتاب الزينة والأدب {من ح1. الي 276 }*

ج1. كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير { الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير كتاب الإيمان كتاب العلم كتاب الفضائل كتاب الفتن كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب الصيام كتاب البيوع كتاب النكاح كتاب الحدود كتاب الزينة والأدب {من ح1. الي 276  }*
 

الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير 

 المحتوي

كتاب الإيمان كتاب العلم كتاب الفضائل كتاب الفتن كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب الصيام كتاب البيوع كتاب النكاح كتاب الحدود كتاب الزينة والأدب 

الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير

1 - فَقَالَ: فِيمَا أَخْبَرَ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُنْدَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/125)

أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ هَكَذَا

2 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ نُجَيْرٍ الْبَصْرِيُّ الْفَقِيهُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ هَكَذَا

3 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْحَافِظُ

(1/126)

الرُّوذْرَاوَرِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا تَكْذِبُوا، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

فَارْتَكَبَ هَذِهِ الْكَبِيرَةَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ

(1/127)

وَوَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الشَّامِيُّ الْمَصْلُوبُ فِي الزَّنْدَقَةِ وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ الْمِصْرِيُّ وَغِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ

(1/128)

وَالْمُغِيرَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ وَمَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ السُّلَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ الْكِرْمَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّايَكَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يَطُولُ ذِكْرُهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ كَذَّابُونَ وَضَّاعُونَ، لَا يَجُوزُ قَبُولُ خَبَرِهِمْ، وَلَا الِاحْتِجَاجُ بِحَدِيثِهِمْ، وَيَجِبُ عَلَى الْحُفَّاظِ بَيَانُ أُمُورِهِمْ، وَإِظْهَارُ أَحْوَالِهِمْ وَأَدْيَانِهِمْ، وَلْيُتْرَكْ حَدِيثُهُمْ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ غَيْبَةً

(1/129)

4 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: أَقْبَلَ رَجُلٌ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» ، فَلَمَّا جَاءَ وَجَلَسَ، كَلَّمَهُ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّكَ قُلْتَ مَا قُلْتَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَفِيهِ الدِّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْإِخْبَارَ عَمَّا فِي الرَّجُلِ عَلَى الدِّيَانَةِ لَيْسَ مِنَ الْغَيْبَةِ

(1/130)

5 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغْرَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَحْفَظُ أَوْ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ "

6 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ النَّوَوِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ، قَالَ:

(1/131)

سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: مَرَرْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: «كَذَّابٌ وَاللَّهِ، لَوْلَا أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْكُتَ لَسَكَتُّ»

7 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكِيمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «إِذَا عَلِمَ الرَّجُلُ مِنْ مُحَدِّثٍ الْكَذِبَ، لَمْ يَسَعْهُ السُّكُوتُ عَلَيْهِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ غَيْبَةً، فَإِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ كَالنُّقَّادِ، لَا يَسَعُ النَّاقِدَ فِي دِينِهِ أَنْ لَا يُبَيِّنَ الزُّيُوفَ مِنْ غَيْرِهَا»

8 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نُجَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ

(1/132)

بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بُنْدَارٍ السَّبَّاكَ الْجُرْجَانِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأْحَمْدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ: فُلَانٌ كَذَّابٌ، فُلَانٌ ضَعِيفٌ، فَقَالَ لِي: «إِذَا سَكَتَّ أَنْتَ، وَسَكَتُّ أَنَا، فَمَتَى يَعْرِفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ» .

فَظَهَرَ بِهَذَا الْإِجْمَاعِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَنَّ الطَّرِيقَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ: الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَنَّفَ الْكِتَابُ مُعَلَّلًا، فَإِنَّ الْعِلَلَ أَجَلُّ أَنْوَاعِ عِلْمِ الْحَدِيثِ

9 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ

(1/133)

إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «لَأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حَدِيثٍ هُوَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْتُبَ عِشْرِينَ حَدِيثًا لَيْسَ عِنْدِي»

10 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ سَمَاعِهِ، وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ صَحِيحِهِ وَسَقِيمِهِ، فَلَيْسَ بِعَالِمٍ»

11 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُزَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ النُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ:

(1/134)

«إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ الصَّحِيحَ وَالسَّقِيمَ مِنَ الْحَدِيثِ لَا يُسَمَّى عَالِمًا» ، فَمِمَّا يُعْرَفُ بِهِ صَحِيحُ الْأَحَادِيثِ مِنْ سَقِيمِهَا أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مُتَعَرِّيًا مِنْ سَبْعِ خِصَالٍ: فَالْأَوَّلُ: أَنْ لَا يَكُونَ الشَّيْخُ الَّذِي يَرْوِيهِ مَجْرُوحًا.

وَالثَّانِي: أَنْ لَا يَكُونَ فَوْقَهُ شَيْخٌ مَجْهُولٌ يَبْطُلُ الْحَدِيثُ بِهِ.

وَالثَّالِثُ: أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ مُرْسَلًا، فَإِنَّ الْمُرْسَلَ عِنْدَنَا لَا يَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ.

الرَّابِعُ: أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ مُنْقَطِعًا، فَإِنَّ الْمُنْقَطِعَ عِنْدَنَا أَسْوَأُ حَالًا مِنَ الْمُرْسَلِ.

الْخَامِسُ: أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ مُعْضَلًا، فَإِنَّ الْمُعْضَلَ عِنْدَنَا أَسْوَأُ حَالًا مِنَ الْمُنْقَطِعِ.

السَّادِسُ: أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ مُدَلَّسًا، فَإِنَّ الْمُدَلَّسَ مِنَ الْأَحَادِيثِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دُلِّسَ وَأُسْقِطَ مِنْ إِسْنَادِهِ اسْمُ رَاوٍ ضَعِيفٍ، يَبْطُلُ الْحَدِيثُ بِظُهُورِهِ.

السَّابِعُ: أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ مُضْطَرِبًا، فَإِنَّ الْمُضْطَرِبَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ فَمَتَى مَا وُجِدَ الْحَدِيثُ يَعْرَى عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ فَهُوَ صَحِيحٌ،

(1/135)

قَبُولُهُ وَاجِبٌ، الْعَمَلُ بِهِ لَازِمٌ، وَالرَّادُّ لَهُ آثِمٌ

12 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمِّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ صَعْبٌ، مُسْتَصْعَبٌ لِمَنْ كَرِهَهُ، مُيَسَّرٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، وَإِنَّ حَدِيثِي صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لِمَنْ كَرِهَهُ مُيَسَّرٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، مَنْ سَمِعَ حَدِيثِي فَحَفِظَهُ وَعَمِلَ بِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْقُرْآنِ، وَمَنْ تَهَاوَنَ بِحَدِيثِي فَقَدْ تَهَاوَنَ بِالْقُرْآنِ، وَمَنْ تَهَاوَنَ بِالْقُرْآنِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ»

(1/136)

13 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرُوجِرْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَدِيبُ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ هِرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحِبْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا أَوْ رَدَّ شَيْئًا مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ»

(1/137)

كِتَابُ الْإِيمَانُ

قال الإمام الأجل أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الجوزقاني رحمه الله: أنا خصم يوم القيامة لرجل يكتب عنى هذا الكتاب أو يسمع بعضه , ثم يروى عنى حديثا مما ذكرت في هذا الكتاب مفردا من غير علله ,أو خارجا من كتابي هذا مطلقا من غير كلامي عليه إلا في هذا الكتاب علي سبيل الطعن والقدح في واضعه وناقله علي حسب يتنبه بعلله ليدفع بذلك الكذب عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.

(1/139)

بَابٌ: زِيَادَةُ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ

14 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ تَرْكَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ التَّمِيمِيُّ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ

(1/140)

السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الِإيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ»

15 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبُنْدَارِيُّ الْقَوْمَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الزَّرْجَاهِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ،

(1/141)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كِرَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ» .

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، وَهُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا كَانَ خَبِيثًا دَجَّالًا مِنَ الدَّجَاجِلَةِ، كَذَّابًا، يَرْوِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٍ، وَأَبِي ضَمْرَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَيَضَعُ عَلَيْهِمْ مَا لَمْ يُحَدِّثُوا، وَقَدْ رَوَى عَنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ أُلُوفَ حَدِيثٍ مَا حَدَّثُوا بِشَيْءٍ مِنْهَا، كَانَ يَضَعُهَا عَلَيْهِمْ، لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الْجَرْحِ فِيهِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْعِدَةَ بِجُرْجَانَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ:

(1/142)

" أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ يُعْرَفُ بِالْجُوَيْبَارِيِّ، كَانَ يَضَعُ الْأَحَادِيثَ لِابْنِ كِرَامٍ عَلَى مَا يُرِيدُهُ، وَكَانَ ابْنُ كِرَامٍ يَضَعُهَا فِي كُتُبِهِ عَنْهُ، وَيُسَمِّيهِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيَّ

16 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَدِيبُ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَهْلٍ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ السَّرَّاجَ، يَقُولُ: شَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَرُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ كِرَامٍ يَسْأَلُهُ، عَنْ أَحَادِيثَ مِنْهَا سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ» .

فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: مَنْ حَدَّثَ بِهَذَا اسْتَوْجَبَ الضَّرْبَ الشَّدِيدَ وَالْحَبْسَ الطَّوِيلَ

17 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ

(1/143)

أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ دَلْوَيْهِ الْمُذَكِّرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ عَنِ الْإِيمَانِ، هَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ فَقَالَ: «لَا، زِيَادَتُهُ كُفْرٌ وَنُقْصَانُهُ شِرْكٌ» .

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، وَهُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ أَبِي مُطِيعٍ

(1/144)

الْبَلَخِيِّ، وَأَبُو مُطِيعٍ ذَا اسْمُهُ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللُّهِ الْبُلْخِيُّ، كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُرْجِئَةِ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَيَبْغَضُ السُّنَنَ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: " سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبِي مُطِيعٍ الْبَلْخِيِّ؟ قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْوَى عَنْهُ ".

وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ: عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: «أَبُو مُطِيعٍ الْخُرَاسَانِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ» .

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: " سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مُطِيعٍ الْبَلْخِيِّ؟ فَقَالَ: كَانَ قَاضِيَ بَلْخٍ، وَكَانَ مُرْجِئًا كَذَّابًا، وَانْتَهَى فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ إِلَى حَدِيثٍ لَهُ فَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَتِهِ، وَقَالَ: لَا أُحَدِّثُ عَنْهُ "

18 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، رَحِمَهُ اللهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/145)

أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيُّ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنِ الْإِيمَانِ، أَيَزِيدُ أَوْ يَنْقُصُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ مُثَبَّتٌ فِي الْقُلُوبِ كَالْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَزِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ» .

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَرْجِعُ مِنْهُ إِلَى الصِّحَّةِ، وَلَيْسَ هَذَ الْحَدِيثُ أَصْلًا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيُّ هَذَا كَذَّابٌ، فَسَرَقَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي مُطِيعٍ

(1/146)

الْبَلْخِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهَذَا شَيْءٌ وَضَعَهُ أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ

19 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْأَدِيبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّايَكَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَزِيَادَتُهُ نِفَاقٌ، وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ، فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ بِالسَّيْفِ، أُوَلِئكَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ، فَارَقُوا دِينَ اللَّهِ، وَانْتَحَلُوا الْكُفْرَ، وَخَاصَمُوا فِي اللَّهِ، طَهَّرَ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنْهُمْ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُمْ، أَلَا وَلَا صَوْمَ لَهُمْ، أَلَا وَلَا زَكَاةَ لَهُمْ، أَلَا وَلَا حَجَّ لَهُمْ، أَلَا وَلَا بِرَّ لَهُمْ، هُمْ بَرَاءٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُسُولُ اللَّهِ بَرِيءٌ مِنْهُمْ» .

(1/147)

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَهُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الطَّايَكَانِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ هَذَا كَانَ كَذَّابًا خَبِيثًا، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ، يَرْوِي عَنِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَأَهْلِ بَلَدِهِ وَلَا أَصْلَ لَهُ، وَرَوَى عَنْهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ، لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الطَّعْنِ فِيهِ.

سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّيرَازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّايَكَانِيُّ كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُرْجِئَةِ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ»

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

20 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الصِّوفِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/148)

سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ

21 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِقْرِئُ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَأَمِنُوا فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ صَاحِبَهُ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدِّ مُجَادَلَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنيِنَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ ادْخِلُوا النَّارَ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانَنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا،

(1/149)

وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، فَأَدْخَلْتَهُمْ فِي النَّارِ! فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مِنْهُمْ مَنْ عَرَفْتُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ، فَيْعَرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ، ثُمَّ مَنْ كَانُ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ".

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَذَا، فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا، فَلَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ وَشَفَعَتِ الْأَنْبِيَاءُ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَبَقِيَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، قَالَ: فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، أَوْ قَالَ: قَبْضَتَيْنِ، نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا

(1/150)

قَطُّ، قَدِ احْتَرَقُوا حَتَّى صَارُوا حِمَمًا، قَالَ: فَيُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ: لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمَ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فِي أَعْنَاقِهِمُ الْخَاتَمُ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمْ وَتَمَنّيْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلَ مِنْهُ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: رِضَايَ عَنْكُمْ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.

فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ آدَمَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ سُوَيْدٍ جَمِيعًا، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ.

(1/151)

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ

22 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ» ، قَالَوا: فَمَاذَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ

(1/152)

عَلِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهْيرٍ، وَحَسَنٍ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ

23 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنَجَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَجَلَيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

(1/153)

قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» ، قَالَتِ امْرَأَةٌ: وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «شَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ شَهَادَةُ رَجُلٍ، وَأَمَّا نُقْصَانُ الدِّينِ، فَإِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَفْطُرُ فِي رَمَضَانَ، وَتُقِيمُ أَيَّامًا لَا تُصَلِّي» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ

24 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ التَّاجِرُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» .

(1/154)

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْأَعْرَجِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ ثِقَةٌ،

(1/155)

تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ نَافِعٍ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ صَدُوقٌ

25 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابَارٍ الْمُذَكِّرُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: «الْإِيمَانُ يَزِيدُ وْيَنْقُصُ» .

أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ اسْمُهُ: عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خَمَاشَةَ، جَدُّهُ عُمَيْرُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ويُقَالُ: حُبَاشَةُ، لَهُ صُحْبَةٌ، بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: «أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ثِقَةٌ»

(1/156)

26 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرًا، يَقُولُونَ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

(1/157)

27 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْمَسْلَمَةِ، فِي شَوَّالٍ سنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ السُّرْيَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: " خِلَافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلَاثَةٌ: نَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَيَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَلَا عَمَلٌ.

وَنَقُولُ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَهُمْ يَقُولُونَ، لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ.

وَنَحْنُ نَقُولُ: النِّفَاقُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا نِفَاقَ "

(1/158)

28 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمِّدِ بْنِ جَعْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " نَطَقَ الْقُرْآنُ بِزِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] ، فَهَذِهِ زِيَادَةُ الْإِيمَانِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125] ، فَهَذَا نُقْصَانُ الْإِيمَانِ "

(1/159)

بَابُ: الْعَمَلِ

29 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ حَمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرُّويَانِيُّ الطَّبَرِيُّ، قَدِمَ عَلَينَا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُظَفَّرُ بْنُ حَمْزَةَ الْجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُمَيِّزْ ثَلَاثَةً فَلَيْسَ لَهُ فِي الْجَمَاعَةِ نَصِيبٌ: مَنْ لَمْ يُمَيِّزِ الْعَمَلَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالرِّزْقَ مِنَ الْعَمَلِ، وَالْمَوْتَ مِنَ الْمَرَضِ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا شَكَّ فِيهِ،

(1/160)

وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَّامٍ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، وَأَبَانٌ أَرْبَعَتُهُمْ مَتْرُوكُونَ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

30 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَى» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ عَمَلًا

31 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى الْفَارِسِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَطَّابِيِّ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ،

(1/161)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، فَقَالَ: " آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وإيِتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدَّوا إِلَيَّ الْخُمُسَ مِمَّا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالحْنَتْمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ

32 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ: بِالْإِيمَانِ

(1/162)

بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟» ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا، عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَمَلًا، وَلَمْ يُمَيِّزِ الْعَمَلَ مِنَ الْإِيمَانِ وَلَا الْإِيمَانَ مِنَ الْعَمَلِ

33 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ،

(1/163)

عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ سُهَيْلٍ

(1/164)

بَابُ: الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْإِيمَانِ

34 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَدِيبُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَرْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنِ الْقَدَرِيَّةُ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ "، قِيلَ: فَمَنِ الْمُرْجِئَةُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا سُئِلُوا عَنِ الْإِيمَانِ يَقُولُونَ: نَحْنُ

(1/165)

مُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".

(1/166)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ ظُلَمَاتٌ، مِنْهَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ مَدِينِيٌّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَجْهُولَانِ،

(1/167)

وَمَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ هَذَا كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ، رُبَّمَا لَا أَصْلَ لَهُ، وَكَانَ يَضَعُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ لَمْ يُحَدِّثُوا بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَيَسْتَحِقُّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنَ الرُّسُلِ، وَمِنَ الْمُسْلِمِينَ اللَّعْنَةَ

35 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمِّدِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُذَكِّرُ الْمَلْقَابَاذِيُّ، بِهَا، وَأَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ السَّرَخْسِيُّ الصُّوفِيُّ بِنَيْسَابُورَ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجِنَّارِيُّ، قَالَ:

(1/168)

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُمَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَمْعَانُ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ أُمَّتِي عَلَى الْخَيْرِ مَا لَمْ يَتَحَوَّلُوا عَنِ الْقِبْلَةِ، وَلَمْ يَسْتَثْنُوا فِي إِيمَانِهِمْ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَوَاهُ عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ،

(1/169)

وَإِنَّمَا هُوَ اخْتِرَاعٌ أحَدْثَهُ أَهْلُ الْإِرْجَاءِ فِي الْإِسْلَامِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

36 - أَخَبْرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُذَكِّرُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَرَزٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَيْرَةَ الطَّيَّانُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَقُولُ: إِنِّي مُؤْمِنٌ حَقًّا أَمْ أَقُولُ: إِنِّي مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «ثَكَلِتْكَ أَمُّكَ، كَأَنَّكَ شَاكٌّ فِي إِيمَانِكَ، أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ؟» , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَقُلْ إِنِّي مُؤْمِنٌ حَقًّا» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَجُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَلَاثَتُهُمْ

(1/170)

مَجْرُوحُونَ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

37 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلَيُّ بْنُ حُسَيْنٍ الْكُوُفِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنُ فِنْجَوَيْهِ الْحَافِظُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْعَبْدِ الِاسْتِثْنَاءَ، أَنْ يَسْتَثِنِيَ

(1/171)

فِيهِ» .

(1/172)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي الْإِيمَانِ سُنَّةٌ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلْيَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهَذَا لَيْسَ بِاسْتِثْنَاءِ شَكٍّ، وَلَكِنْ عَوَاقِبَ الْمُؤْمِنِينَ مُغَيَّبَةٌ عَنْهُمْ

38 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ أَصْحَابِهِ: تَخَافُ عَلَيْنَا، وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: «الْقُلُوبُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ بِهَا هَكَذَا» .

قَالَ: سُفْيَانُ بِأُصْبُعَيْهِ: هَكَذَا، وَقَلَّبَ أُصْبُعَيْهِ، وَأَرَانَا عَبَّاسٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ.

(1/173)

الْمُرْجِئُ لَا يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيَرَى مَنْ يَقُولُ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثُبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ، فِي شَكٍّ

39 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَهْوَازِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَهً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيَقُولُ: «اكْتُبْ أَجَلَهُ وَرِزْقَهُ وَشِقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، وَإِنَّ الرَّجُلَ

(1/174)

لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي قَدْ سَبَقَ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي قَدْ سَبَقَ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ.

وَالْمُرْجِئُ يَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَرَى مَنْ يَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي شَكٍّ

40 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ، بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدَدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا إِخْوَانُكَ؟

(1/175)

قَالَ: «بَلَى، أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِيَ الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدِي، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ» ، قَالَوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أَمَّتِكَ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟» ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَعْنٍ، عَنْ مَالِكٍ.

فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقِينًا أَنَّهُ لَاحِقٌ بِأَهْلِ الْقُبُورِ، وَقَدِ اسْتَثْنَى

41 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ،

(1/176)

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الْفَزَارِيُّ: عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] ، قَالَ: فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُمْ سَيَدْخُلُونَ، وَقَدْ قَالَ: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [الفتح: 27] "، ثُمَّ قَالَ بِشْرٌ: هَذَا حُجَّةٌ، قِيلَ: لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ

42 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَشِيطٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الْفَرَّاءَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: " مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ عِنْدَنَا مُرْجِئٌ، يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ "

(1/177)

بَابٌ: فِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

43 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ نُجَيْرٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْرِكَ، إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ الْقَاضِي، بِالرَّمْلَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْإِيمَانَ فَحَفَّهُ بِالسَّمَاحَةِ وَالْحَيَاءِ، وَخَلَقَ الْكُفْرَ فَحَفَّهُ بِالْبُخْلِ وَالْجَفَاءِ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَابْنُ زَيْدٍ وَأَبُوهُ مَجْهُولَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَسَدُ بْنُ خَالِدٍ كِلَاهُمَا مَتْرُوكَانِ

44 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحَمْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ تَرْكَانَ، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ الصَّفَّارُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى،

(1/178)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءُ الْمِيزَانِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَيْسَ دُونَهَا سِتْرٌ وَلَا حِجَابٌ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى رَبِّهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْإِفْرِيقِيُّ، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ ضَعِيفٌ

45 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَلَمَةَ، إِمْلَاءً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرُ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ إِلَّا قَوْلَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَمَا

(1/179)

أَنَّ شَفَتَكَ لَا يَحْجُبُهَا كَذَلِكَ لَا يَحْجُبُهَا شَيْءٌ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اسْكُنِي، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْكُنُ، وَلَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِي؟ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، مَا أَجْرَيْتُكِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِي وَأَنَا أَرُيدُ أَنْ أُعَذِّبَهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ هَذَا خُرَاسَانِيُّ، قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ

46 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْوَزَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ رَامِشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَلْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ فِي الْأَرْضِ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مِنْ قَلْبٍ تَقِيٍّ مُخْلِصٍ، صَعِدَتْ إِلَى السَّمَاءِ، وَلَهَا دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، حَتَّى تَخْرِقَ شُقُوقَ

(1/180)

سَبْعِ سَمَاوَاتٍ حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا عَمُودًا مِنْ نُورٍ، يَهْتَزُّ ذَلِكَ الْعَمُودُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اسْكُنْ مِدْحَتِي، اسْكُنْ مِدْحَتِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ؟ كَيْفَ أَسْكُنْ، وَلَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، مَا أَجْرَيْتُكِ عَلَى لِسَانِ عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِي، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعَذِّبَهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لَمْ يَرْوِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَيَحْيَى هَذَا هُوَ أَخُو زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ زَيْدٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ: لَا تُحَدِّثْ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

47 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/181)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِيَنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسُتُّونَ شُعْبَةً، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ

48 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمَدِ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ {21} لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ {22} إِلا مَنْ تَوَلَّى

(1/182)

وَكَفَرَ} [الغاشية: 21-23] ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيُّ.

فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ هِيَ رَأْسُ الْإِيمَانِ، وَعَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ وَالْإِخْلَاصِ، وَمُخَالَفَةُ الْأَضْدَادِ، وَالْأَشْرَاكِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ قَدِيمَةٌ غَيْرُ مَرْبُوبَةٍ، وَلَا مَخْلُوقَةٍ، فَبِهَا يُحْتَجَزُ الْقَاتِلُ مِنَ الْقَتْلِ، وَبِهَا تَفْتَتَحُ الْفَرَائِضُ، وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ، مَنَعَ اللَّهُ خَلْقَهُ أَنْ يَتَسَمَّى بِهَذَا الِاسْمِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، أَوْ يُدْعَى بِهَذَا الِاسْمِ مِنْ دُونِهِ

49 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌ، فَقَالَ: عَلِّمْنِي

(1/183)

كَلَامًا أَقُولُهُ، قَالَ: قَلْ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» ، قَالَ: هَذَا لِرَبِّي، فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ

50 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، وَإِذَا

(1/184)

قَالَ: وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا حَوْلَ وَلَا قَوَّةَ إِلَّا بِي ".

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِنْهُمْ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ

51 - سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " رَأْسُ الْإِيمَانِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ مَخْلُوقٌ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ مُوَحَّدًا حَتَّى خَلَقَ التَّوْحِيدَ، فَوُحِّدَ بِهِ، وَهَذَا مِنْ أَقَاوِيلِ الزَّنَادِقَةِ، خَذَلَهُمُ اللَّهُ "

(1/185)

بَابٌ: فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِيمٌ

52 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ حَمْزَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بِشْرُ بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ الْأَبِيوَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ زَاهِرُ الدِّينِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْدَهْ بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْفَرَسَ فَأَجْرَاهَا فَعَرَقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا»

53 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ

(1/186)

عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الثَّلْجِيِّ، أَخْبَرَنِي حِبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّ رَبُّنَا؟ فَقَالَ: «مِنْ مَاءٍ مَرُورٍ لَا مِنْ أَرْضٍ وَلَا مِنْ سَمَاءٍ، خَلَقَ خَيْلًا فَأَجْرَاهَا، فَعَرَقَتْ، فَخَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَرَقِ» .

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، بَاطِلٌ كُفْرٌ، لَا أَصْلَ لَهُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو الْمُهَزِّمِ وَإِنْ كَانَ مَتْرُوكًا فَلَا يَحْتَمِلُ مِثْلَ هَذَا، وَلَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَسْتَجِيزُ أَنْ يُرْوَى عَنْهُ مِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ فِي كِتَابِ حِبَّانَ بْنِ هِلَالٍ، فَإِنَّمَا الْحَمْلُ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الثَّلْجِيِّ

54 - كَمَا أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ

(1/187)

شُجَاعٍ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّلْجِيُّ كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ التَّشْبِيهِ، يَنْسِبُهَا إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُشَبِّهُهُمْ بِهَا رُوِيَ عَنْ حِبَّانَ بْنِ هِلَالٍ، وَحِبَّانُ ثِقَةٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْفَرَسَ فَأَجْرَاهَا ثُمَّ عَرَقَتْ فَخَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا» ، مَعَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ وَضَعَهَا مِنْ هَذَا النَّحْوِ تَعَصُّبًا لِيَثْلِبَ أَهْلَ الْأَثَرِ بِذَلِكَ.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى خَاقَانُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ ابْنِ الثَّلْجِيِّ، فَقَالَ: مُبْتَدِعٌ صَاحِبُ هَوًى.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ الْقَوَارِيرِيَّ، يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ، وَذُكِرَ ابْنُ الثَّلْجِيِّ، فَقَالَ: هُوَ كَافِرٌ.

وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ: مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ كَذَّابٌ، لَا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ لِسُوءِ مَذْهَبِهِ، وَزَيْغِهِ عَنِ الدِّينِ.

وَقَالَ مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْأَشْيَبُ: مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ، كَذَّابٌ خَبِيثٌ.

(1/188)

ثُمَّ حَالُ أَبِي الْمُهَزِّمِ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَصْرِيُّ، عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ كَمَا قَالَ شُعْبَةُ: رَأَيْتُ أَبَا الْمُهَزِّمِ مَطْرُوحًا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَلَوْ أَعْطَاهُ إِنْسَانٌ دِرْهَمًا لَوَضَعَ لَهُ خَمْسِينَ حَدِيثًا.

وَقَالَ مُعَاوِيَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَبُو الْمُهَزِّمِ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ أَبُو الْمُهَزِّمِ بَصْرِيٌّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.

فَهَذَا الْحَدِيثُ كُفْرٌ وَزَنْدَقَةٌ لَا يَنْقَادُ وَلَا يَنْقَاسُ، فَكَيْفَ خَلَقَ الْخَيْلَ الَّتِي عَرَقَتْ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ نَفْسُهُ، إِنَّا نُكَفِّرُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، فَكَيْفَ مَنْ قَالَ: نَفْسَهُ؟ ، وَإِنَّا لَا نَعْرِفُ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، فَكَيْفَ كَانَ هَذَا الْعَرَقُ قَبْلَهُ حَتَّى خَلَقَ مِنْهُ نَفْسَهُ، تَعَالَى عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُلْحِدُونَ، وَنَسَبَهُ إِلَيْهِ الْكَفَرَةُ الْمُبْطِلُونَ، وَقَدِ افْتَرَى عَلَيْهِ الْمُجْرِمُونَ، بَلْ هُوَ كَمَا

(1/189)

وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْمُنَزَّلِ عَلَى نَبِيِّهِ الْمُرْسَلِ، فَقَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4]

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

55 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا: قُولِي: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتُهُ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ البَّاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّيَ الدَّيْنَ، وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» .

(1/190)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ هَكَذَا

56 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا أَنْ نَقُولَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبَّ وَالنَّوَى، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَاغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ

(1/191)

عَبْدِ اللَّهِ

57 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَهْوَازِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيُسَائِلَنَّكُمُ النَّاسُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى يَسْأَلُوكُمْ هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ تَعَالَى؟» .

قَالَ جَعْفَرٌ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ آخَرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: فَإِذَا سُئِلْتُمْ فَقُولُوا: «اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ

58 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَهْوَازِيُّ، أَخْبَرَنَا

(1/192)

عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَقَلْتُ نَاقَتِي، وَدَخَلْتُ، فَأَتَاهُ نَفْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» ، فَقَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَجَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا إِخْوَانُكُمْ بَنُو تَمِيمٍ» ، فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا، وَأَتَيْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَنَسْأَلَكَ عَنْ بُدُوِّ هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: «كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ كِلَاهُمَا، عَنْ

(1/193)

سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ

59 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِي، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَفْيَانَ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُوبُّ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» ، فَذَكَرَهَا وَذَكَرَ فِيهَا: الْقَدِيمُ الدَّائِمُ.

(1/194)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ

(1/195)

60 - أَخْبَرَنَا صَاعِدُ بْنُ سَيَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ الْبُوشَنْجِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعَةَ أَسَاقِفَةٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، مِنْهُمُ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ مِنْ مُذْحِجٍ، فَقَالُوا للِنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِفْ لَنَا رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ! أَمِنْ زَبَرْجَدٍ؟ أَمْ مِنْ يَاقُوتٍ؟ أَمْ مِنْ ذَهَبٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَبِّي سُبْحَانَهُ وَتَقَدَّسَ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، كُلُّ أَحَدٍ يَمُوتُ إِلَّا هُوَ "، قَالُوا: زِدْنَا فِي الصِّفَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2]

(1/196)

قَالُوا: وَمَا الصَّمَدُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ، كَقَوْلِهِ: وَ {إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] يُرِيدُ: إِلَيْهِ تَسْتَغِيثُونَ " , قَالُوا: زِدْنَا فِي الصِّفَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَمْ يَلِدْ} [الإخلاص: 3] كَمَا وَلَدَتْ مَرْيَمُ، {وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] كَمَا وُلِدَ عِيسَى، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] ، يُرِيدُ نَظِيرًا مِنْ خَلْقِهِ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ

61 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ خُدَيْجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَتَى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ عَلِيٍّ، فَأغْلَظُوا لَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: دَعُوهُ، فَقَالَ: «يَا يَهُودِيُّ، إِنْ يُقَالُ لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ فَكَانَ هُوَ غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ، وَقَبْلَ كُلِّ قَبْلٍ، كَانَ بِلَا كَيْنُونَةٍ وَلَا بُدْيًا، وَهُوَ الَّذِي كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ بِغَيْرِ مِثَالٍ عَلَى شَيْءٍ، وَلَا كَوْنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ»

(1/197)

62 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَطُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قِسْطٍ السُّلَمِيُّ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ وَلَدِ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النِّزَالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَتَى كَانَ رَبُّنَا تَعَالَى، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنَّمَا يُقَالُ: مَتَى كَانَ لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ فَكَانَ، هُوَ كَائِنٌ بِلَا كَيْنُونَةٍ، كَائِنٌ كَانَ بِلَا كَيْنٍ، يَكُونُ كَانَ لَمْ يَزَلْ كَانَ، لَيْسَ لَهُ قَبْلُ، هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا غَايَةٍ، وَلَا مُنْتَهَى غَايَةٍ وَلَا غَايَةٌ إِلَيْهَا غَايَةٌ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ، فَهُوَ غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُّوًا كَبِيرًا "

آخِرُ الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ أَصْلِ الْمُصَنَّفِ

(1/198)

بَابٌ: فِي إِثْبَاتِ فَوْقَ63 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَغِلَظُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَلِلْأَرْضِينَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلكِ، وَلَوْ حَفَرْتُمْ لِصَاحِبِكُمْ، ثُمَّ دَلَّيْتُمُوهُ لَوَجَدَ اللَّهَ ثَمَّةَ» .

(1/199)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ مُحَاضِرٌ، فَخَالَفَ أَبَا مُعَاوِيَةَ.أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّصْرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ

(1/200)

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ65 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذِهِ الَّتِي فَوْقَكُمْ؟» ، فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهَا الرَّقِيعُ سَقْفٌ مَحْفُوظٌ وَمَوْجٌ مَكْفُوفٌ، هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟» , قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا مَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ الْأَخُرَى مِثْلُ ذَلِكَ» ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، وَغِلَظُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟» , قَالُوا، اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَسِيرَةُ خُمْسِ مِائَةِ عَامٍ» ، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذِهِ الَّتِي تَحْتَكُمْ؟» ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،

(1/201)

قَالَ: «فَإِنَّهَا الْأَرْضُ، وَبْيَنَهَا وَبَيْنَ الْأَرْضِ الَّتِي تَحْتَهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ» ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرْضِينَ، «وَغِلَظُ كُلِّ أَرْضٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ» ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّكُمْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ لَهَبَطَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» , ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3] .هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَلَهُ عِلَّةٌ تَخْفَى عَلَى مَنْ لَمْ يَتَبَحَّرْ، فَمَنْ تَأَمَّلَ هَذَا الْحَدِيثَ، وَاعْتَبَرَ أَقْوَالَ رُوَاتِهِ، يَحْكُمُ عَلَيْهِ بِالصِّحَّةِ لِأَمَانَتِهِمْ وَعَدَالَتِهِمْ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ إِرْسَالُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا، وَلَا يَعْلَمُ

(1/202)

بِإِرْسَالِ الْحَسَنِ إِلَّا الْمُتَبَحِّرُونَ.قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعَ الْحَسَنُ مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ مُغَفِّلٍ، وَعَمْرِو بْنِ تَغْلَبَ، وَلَمْ يَصِحَّ لَهُ السَّمَاعُ مِنْ جُنْدَبٍ، وَلَا مِنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَلَا مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَلَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.وَقَالَ أَيُّوبُ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِيُونُسَ: أَسَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا حَرْفًا.وَقَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: «لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .وَقَالَ نُعَيْمٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: عَمَّنْ تُحَدِّثُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ؟ قَالَ: عَنْ كِتَابٍ عِنْدَنَا، سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ66 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ

(1/203)

بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْسَرَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ لَقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَلَا: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] .أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ هَذَا اسْمُهُ عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، وَكُنْيَةُ مَاهَانَ أَبُو عِيسَى، أَصْلُهُ مِنْ مَرْوَ، وَانْتَقَلَ إِلَى الرَّيِّ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا، كَانَ مِمَّنْ يَتَفَرَّدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، لَا يُعْجِبُنِي الِاحْتِجَاجُ بِحَدِيثِهِ إِلَّا فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ.قَالَ: عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ:

(1/204)

أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ مُضْطَرِبُ الْحَدَيثِ67 - وَقَدْ رَوى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّشْتَكِيُّ فَخَالَفَ فِيهِ سَلَمَةَ بْنَ الْفَضْلِ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟» , قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذِهِ الْعَنَانَةُ، هَذِهِ زَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى أَهْلِ بَلَدٍ لَا يَعْبُدُونَهُ وَلَا يَشْكُرُونَهُ، هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟» , قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ فَوْقَ ذَلِكَ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ، هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟» , قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَمَاءً أُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهَا؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذِهِ أَرْضٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأُخْرَى مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرْضِينَ، ثُمَّ

(1/205)

قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى لَهَبَطَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] .حَدِيثٌ لَا يُرْجَعُ مِنْهُ إِلَى صِحَّةٍ68 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَزْنٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَيْرَةَ الطَّيَّانُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ، الْتَقَوْا فِي الْهَوَاءِ، بَعَثَهُمْ رَبِّي جَمِيعًا، فَقَالَ مَلَكٌ: بَعَثَنَا رَبُّنَا جَمِيعًا، فَمِنْ أَيْنَ بَعَثَكَ أَنْتَ رَبُّكَ؟ قَالَ: مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، فَمِنْ أَيْنَ بَعَثَكَ أَنْتَ مَعِي؟ قَالَ: بَعَثَنِي مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ السُّفْلَى، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ لِصَاحِبِهِ: فَمِنْ أَيْنَ بَعَثَكَ أَنْتَ مَعِي؟ قَالَ: بَعَثَنِي مِنَ

(1/206)

الْمَشْرِقِ، ثُمَّ قَالَ الرَّابِعُ لِصَاحِبِهِ: فَمِنْ أَيْنَ بَعَثَكَ؟ قَالَ: مِنَ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3] ، هُوَ الْأَوَّلُ فَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ شَيْءٌ، هُوَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، وَهُوَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، وَهُوَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ ".قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَوْ دُلِّيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى لَدُلِّيَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ مَكَانٍ» .أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ خَزْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَيْرَةَ الطَّيَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زيَادٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ حِطَّانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ جُمْلَةً.وَالْحُسَيْنُ الزَّاهِدُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَجُوَيَبْرٌ، وَضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ خَمْسَتُهُمْ مَتْرُوكُونَ مَجْرُوحُونَ، وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا

(1/207)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ69 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَيَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ أَبُو أَحْمَدَ الْمَخْلَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ البُّخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا، عَنْ قُتَيْبَةَ71 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/208)

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اتَّقِ اللَّهَ فَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ، فَكَانَتْ تَفْتَخِرُ عَلَى أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَقُولُ: «زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخَرْجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيِّ72 - أَخْبَرَنَا شُجَاعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْبَدْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الصُّوفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَا أَسْمَعُ بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبَرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّتْ سَحَابَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ ، فَقُلْنَا: السَّحَابُ، فَقَالَ: أَوِ الْمُزْنُ، فَقَالُوا: أَوِ الْمُزْنُ،

(1/209)

قَالَ: أَوِ الْعَنَانُ، قُلْنَا: أَوِ الْعَنَانُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ بَعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: إِحْدَى وَسَبْعُونَ أَوِ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً "، قَالَ: وَإِلَى فَوْقِهَا مِثْلُ ذَلِكَ " حَتَّى عَدَّهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ.قَالَ: «ثُمَّ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْبَحْرُ، أَسْفَلُهُ مِنْ أَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بْيَنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ الْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ مِنْ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ» .

(1/210)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/211)

رَوَاهُ عَنْ سِمَاكٍ جَمَاعَةٌ: مِنْهُمْ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ73 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْبَيْهَقِيُّ، أَخَبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَصِّيصِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: كُنَّا وَالتَّابِعُونَ نَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَنُؤْمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ»74 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، بِنَيْسَابُورَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ، قَدِ اسْتَوَى فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَهُوَ كَافِرٌ بِرَبِّهِ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ،

(1/212)

وَأُلْقِيَ إِلَى بَعْضِ الْمَزَابِلِ حَيْثُ لَا يَتَأَذَّى الْمُسلِمُونَ وَلَا الْمُعَاهِدُونَ بِنَتِنِ رِيحِ جِيفَتِهِ، وَكَانَ مَالُهُ فَيْئًا، لَا يَرِثُهُ أَحْدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، إِذِ الْمُسْلِمُ لَا يَرِثُ الْكَافِرَ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

(1/213)

بَابُ: النُّزُولِ75 - أَخَبَرَنَا أَبُو نَهْشَلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَنْبَرِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ مِنْ أَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيُّ، بِهَرَاةَ فِي دَارِهِ بِشَهْرِسْتَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فِي سِتِّ مِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ، فَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ نُورٍ، بَيْنَ يَدْيَهِ لَوْحٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فِيهِ أَسْمَاءُ مَنْ يُثْبِتُ الْرُؤْيَةَ وَالْكَيْفِيَّةَ وَالصُّورَةَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَؤُلَاءِ عَبِيدِيَ الَّذِينَ لَمْ يَجْحَدُونِي، وَأَقَامُوا سُنَّةَ نَبِيِّي، وَلَمْ يَخَافُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأُدْخِلَنَّهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ".

(1/214)

هَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، مُرَكَّبٌ عَلَى هَؤُلَاءِ الشُّيُوخِ، لَا أَصْلَ لَهُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وَأَبُو السَّعَادَاتِ الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ رُمِيَ بِسُوءِ الْمَذْهَبِ، وَصُحْبَةِ الْمُتَّهَمِينَ فِي الدِّينِ، وَقِلَّةِ الْمُبَالَاةِ بِأَمْرِ الْإِسْلَامِ، وَالْكَرْخِيُّ رَجُلٌ مَجْهُولٌ لَمْ يُعْرَفْ فِي أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، بَلْ هُوَ اسْمٌ وَنَسَبٌ اخْتَلَقَهُ أَبُو السَّعَادَاتِ لِيُحَسِّنَ بِهِ كَذِبَهُ، وَرِوَايَتَهُ الْوَاهِيَةَ، وَالطْبَرَانِيُّ مُنَزَّهٌ عَنْ رِوَايَةِ أَمْثَالِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَنْسِبَ إِلَى الثِّقَاتِ الْمُعْتَمَدِينَ مَا هُمْ بَرِيئُونَ مِنْهُ مُنَزَّهُونَ عَنْهُ.سَمِعْتُ أَبَا الْفَتْحِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ الْحَافِظَ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أَبُو السَّعَادَاتِ كَذَّابٌ زِنْدِيقٌ مُلْحِدٌ76 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو

(1/215)

الْخَطَّابِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْآمُلِيُّ، بِطَبَرَسْتَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّجَّاجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْبَزَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ نُزُولَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الشَّيْءِ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ»77 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَةَ الْعَلَوِيُّ، بِإِفَادَةِ، أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ الزَّيْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ نُزُولَ اللَّهِ إِلَى الشَّيْءِ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ» .

(1/216)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: قَالَ عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ رَوْحٍ بِالْبَصْرَةِ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ لِأَنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزَّيْدِيُّ يَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَكَانَ لَهُ مَذْهَبٌ خَبِيثٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ، سَمِعْتُ مِنْهُ أَجْزَاءَ فِيهَا أَحَادِيثُ رِدِّيَّةٌ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الزَّجَّاجِيُّ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ فِي أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الزَّجَّاجِيُّ هَذَا مُنْكَرُ الْحَدِيثِفِي خِلَافِ ذَلِكَ78 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخَبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا

(1/217)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَنْزِلُ اللَّهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ البُّخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ البُّخَارِيُّ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ.وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى أَرْبَعَتِهِمْ، عَنْ مَالِكٍ79 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَيَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، يَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ

(1/218)

مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ80 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَبْةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ: حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» .

(1/219)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ كَذَلِكَ81 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمْدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْوَرِعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا شَطْرَ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْآخِرَ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ؟ ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلَا ظَلُومٍ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ مُحَاضِرِ بْنِ الْوَرِعِ.وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ النُّزُولِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ كَثِيرٌ مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ

(1/220)

الصِّدِّيقُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَرِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ الْأَنْصَارِيُّ، وَجُرْثُومَةُ بْنُ نَاشِبٍ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ جَدُّ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَائِشَةُ، وَأَمُّ سَلَمَةَ وَهِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَغَيْرُهُمْ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ

(1/221)

ج22222.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير

كِتَابُ الْعِلْمِ

82 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْجَدِّيُّ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ جَدَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَومُ الْقِيَامَةِ يُدْعَى بِالْعُلَمَاءِ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ قَبْلَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ، ثُمَّ يُنَادِي مَنَادٍ: لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَنَسٌ رَوَاهُ، وَأَبُو طُوَالَةَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، كَانَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِهِ، وَجَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْجَدِّيُّ هَذَا، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ مَجْهُولٌ

(1/222)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

83 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغَضَايِرِيُّ الدَّرَبَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعَمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،

(1/223)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

84 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ يَخْطُبُ، وَيَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ يُرْدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/224)

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى

85 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَاكِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ

86 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ نَجِيبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللِّهِ الْخَالِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/225)

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُ أُمَّتِي عُلَمَاؤُهَا، وَخِيَارُ عُلَمَائِهَا رُحَمَاؤُهَا، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَغْفِرُ لِلْعَالِمِ أُرْبَعِينَ ذَنْبًا قَبْلَ أَنْ يَغْفِرَ لِلْجَاهِلِ ذَنْبًا وَاحِدًا، أَلَا وَإِنَّ الْعَالِمَ الرَّحِيمَ لَيَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ لِنُورِهِ ضَوْءًا يَمْشِي فِيهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» .

(1/226)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ بَحْرٍ

(1/227)

بَابُ: التَّحْدِيثِ

87 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ زَيْدٍ الْجَمَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَعْقَدَهُ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ» ، فَشَقَّ ذَلُكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُحَدِّثُ عَنْكَ بِالْحَدِيثِ فَنَزِيدُ فِيهِ وَنَنْقُصُ؟ قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكُمْ أَعْنِيكُمْ، إِنَّمَا أَعْنِي الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ، يَرِيدُ عَيْبِي وَشَيْنَ الْإِسْلَامِ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِجَهَنَّمَ عَيْنَانِ؟ قَالَ: " أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا} [الفرقان: 12] .

فَهَلْ تَرَاهُمْ إِلَّا بِعَيْنَيْنِ؟ ".

(1/228)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، قَالَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَسُئِلَ، عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، فَقَالَ: تَسْأَلُونِي عَنْ حَدِيثِ الْكَذَّابِينَ؟ .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ؟ فَقَالَ: هُوَ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ كَذَّابٌ،

(1/229)

وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ

88 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ، قَدِمَ هَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَلَاءِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا» ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ لَهَا مِنْ عَيْنَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ

(1/230)

سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12] "، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مَنْ شَأْنِهِمْ، وَقَالَ: «مَالَكُمْ لَا تَسْأَلُونِي؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا، وَنَحْنُ لَا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ كَمَا سَمِعْنَاهُ، نُقَدِّمُ حَرْفًا وَنُؤَخِّرُ حَرْفًا، وَنَنْقُصُ حَرْفًا، قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ أَرَدْتُ، إِنَّمَا قُلْتُ: مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ يُرِيدُ عَيْبِي وَشَيْنَ الْإِسَلَامِ ".

(1/231)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَخَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ شَامِيٌّ عَسْقَلَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، رَوَى عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ شَيْئًا مِنْ أَحَدِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ

89 - أَخْبَرَنَا الْجَمْعُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: لَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَنَزِيدُ فِيهِ وَنَنْقُصُ، فَهَذَا كَذِبٌ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ يَقُولُ: أَنَا كَذَّابٌ، أَنَا سَاحِرٌ، أَنَا مَجْنُونٌ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ، وَبَقِيَّةُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَأَعْيَنُ مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَجْهُولٌ

(1/232)

90 - أَخْبَرَنَا الْجَمْعُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُؤَدِّيَهُ كَمَا أَسْمَعُ مِنْكَ، أَزِيدُ حَرْفًا أَوْ أَنْقُصُ حَرْفًا، قَالَ: «إِذَا لَمْ تُحِلُّوا حَرَامًا وَتُحَرِّمُوا حَلَالًا فَأَصَبْتُمُ الْمَعْنَى، فَلَا بَأْسَ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ اضْطِرَابٌ.

رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ، أَيْضًا، عَنْ سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ.

وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ الْحَافِظُ: سُلَيْمُ بْنُ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ مَجْهُولٌ

(1/233)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

93 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى كَفِّكَ الْأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغَبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ "، قَالَ: فَقَالَ الْبَرَاءُ: فَقُلْتُ: اسْتَذْكَرْتُهُنَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ: «لَا، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/234)

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ مُعَتْمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ

94 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَسْتُولَ بْنِ جَابَارَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنِي هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(1/235)

" نَضَّرَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ قَوْلِي ثُمَّ لَمْ يَزِدْ فِيهِ، ثَلَاثٌ لَا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحَيطُ مَنْ وَرَاءَهُمْ ".

(1/236)

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ حَسَنٌ

95 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَأَدَّاهُ عَنَّا كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ

(1/237)

بَابٌ: آخَرُ

96 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَاصِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِسْعَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الطَّوِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو رَجَاءٍ الْهَرَوِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْأَحَادِيثَ لِيُحَدِّثَ بِهَا النَّاسَ، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَيُصِيبُ رِيحَهَا مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: وَسُئِلَ أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ أَمْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ

(1/238)

فِي خِلَافِ ذَلكِ

97 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَيِّعُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ وَمُحَرَّمٌ وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، ثُمَّ قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا

(1/239)

أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟» ، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟» قُلْنَا: بَلَى: قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» فَقُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ» ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسَبَهُ قَالَ: «وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَيَسْأَلَكُمْ، عَنْ أَعْمَالِكُمْ، فَلَا تَرْجَعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ يَكُونُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/240)

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

98 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّصْرَابَاذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ رَجُلًا سَمِعَ مِنَّا كَلِمَةً، فَبَلَّغَهَا كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ جَمَاعَةٌ

وَرَوَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ

(1/241)

قَالَ: «إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ» .

وَرَوَى طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدَّى حَدِيثًا إِلَى أُمَّتِي لِيُقَامَ بِهِ السُّنَّةُ أَوْ يُثْلَمَ بِهِ الْبِدْعَةُ فَلَهُ الْجَنَّةُ» .

(1/242)

بَابُ: الرَّأْيِ وَالْقِيَاسِ

101 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الْأَصَفْهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ لَهُ: «كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟» قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟» قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

(1/243)

قَالَ: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ؟» قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، كَمَا أَوْرَدْنَاهُ.

وَاعْلَمْ أَنَّنِي تَصَفَّحْتُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمَسَانِيدِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ، وَسَأَلْتُ مَنْ لَقِيتُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ عَنْهُ، فَلَمْ أَجِدْ لَهُ طَرِيقًا غَيْرَ هَذَا، وَالْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو هَذَا مَجْهُولٌ.

وَأَصْحَابُ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ لَا يُعْرَفُونَ، وَبِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي أَصْلٍ مِنْ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ، فَإِنْ قِيلَ لَكَ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ قَاطِبَةً أَوْرَدُوهُ فِي كُتُبِهِمْ وَاعْتَمَدُوا عَلَيْهِ؟ فَقُلْ: هَذَا طَرِيقُهُ وَالْخَلَفُ قَلَّدَ فِيهِ السَّلَفَ، فَإِنْ أَظْهَرُوا غَيْرَ هَذَا مِمَّا ثَبَتَ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ رَجَعْنَا إِلَى

(1/244)

قَوْلِهِمْ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُمْكِنُهُمُ الْبَتَّةَ

(1/245)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

102 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو

(1/246)

بَكْرِ بْنُ لَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: «لَا تَقْضِيَنَّ وَلَا تَفْصِلَنَّ إِلَّا بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فَقِفْ حَتَّى تُبَيِّنَهُ أَوْ تَكْتُبَ إِلَيَّ فِيهِ» .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ

103 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ:

(1/247)

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ لَهُمَا: «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تُنَفِّرَا»

103 - فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّ لَنَا شَرَابًا يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا مِنَ الْعَسَلِ يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ، وَمِنَ الشَّعِيرِ، يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الرَّأْيِ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْكُتُبِ

104 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ، بِشِيرَازَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ

(1/248)

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ مِنْ بَعْدِ إِذْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، فَيُسْتَفْتَوْنَ، فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ» ، قَالَ عُرْوَةُ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي، انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ فِي الْعِلْمِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَتَعَجَّبَتْ، وَقَالَتْ: لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ البُّخَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ تَلِيدٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

(1/249)

105 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ» ، قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَفْتَى بِالنَّصِ فِي الْأَخْضَرِ، وَاعْتَبَرَ اللَّفْظَ وَوَقَفَ عِنْدَهُ، وَلَمْ يَقِسِ الْأَبْيَضَ عَلَيْهِ

106 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ:

(1/250)

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شُبَيْبِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَمْشِي، فَلَحِقَنَا أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْكَ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ، فَأَخْبِرْنِي أَتَرِثُ الْعَمَّةُ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا أَدْرِي؟ فَقَالَ: أَنْتَ لَا تَدْرِي، وَأَنَا لَا أَدْرِي، قَالَ: نَعَمْ، اذْهَبْ إِلَى الْعُلَمَاءِ بِالْمَدِينَةِ فَسَلْهُمْ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَبَّلَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: نِعْمَ مَا قَالَ، نِعْمَ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سُئِلَ عَمَّا لَا يَدْرِي , فَقَالَ: لَا أَدْرِي.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُخْرَجٌ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ

(1/251)

107 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ،

(1/252)

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ، عَنْ مَسْأَلَةٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: قُلْتُ: قُلْ بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قُلْتُ: ابْنُ كَمْ كَانَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ابْنُ نَحْوِ خَمْسِينَ سَنَةً ".

رَوَاهُ ابْنُ زَنْجَوَيْهِ، عَنْ عَارِمٍ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ مِثْلَهُ

109 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: «أَثَرٌ وَفِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِهِمْ»

110 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَيْحَانَ الْأَمِيرُ، بِبُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَذَاكَرُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ رَأْيٌ وَلَا قِيَاسٌ»

(1/253)

111 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشُّرُوطِيُّ، بِشِيرَازَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشَجَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، يَقُولُ: «الْبَولُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ»

(1/254)

بَابٌ:

112 - أَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ رَيْحَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَلَاكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَثَّنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي تَكْتُبُونَ؟» ، قُلْنَا: مَا نَسْمَعُ مِنْكَ، فَقَالَ: «أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ، اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهِ وَأَخْلِصُوهُ» ، قَالَ: فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُحَدِّثُ، عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ , حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فَإِنَّكُمْ لَا تُحَدِّثُونَ عَنْهُمْ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنْهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَوَيْهِ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ ضَعِيفٌ،

(1/255)

وَقَالَ الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ: عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعْينٍ، أَنَّهُ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ: ضَعِيفٌ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

113 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بُكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ، فَمْنَ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

(1/256)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ هَدَّابِ بْنِ خَالِدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى.

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَكْتُبُوا عَلَيَّ شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيَمْحُهُ» .

مَنْسُوخٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الْأَمِرِ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ، لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ نُزُولِ الْأَحْكَامِ، وَاتِّسَاعِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ وَأَمَرَ بِالْكِتَابَةِ

114 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدَ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْكُشْمِيهَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَرْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَخَطَبَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ» ، هَكَذَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثُمَّ جَعَلُوهُ عَلَى

(1/257)

الشَّكِّ، «الْفِيلَ أَوِ الْقَتْلَ» ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: «الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ لُقْطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، فَمَنْ قَتَلَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يَعْقِلَ وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ» ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ يَمْنٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «اكْتُبُوا لِأَبِي فُلَانٍ» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخَرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا الْإِذْخَرَ، إِلَّا الْإِذْخَرَ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

115 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:

(1/258)

حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُشْمِيهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: «مَا مِنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

(1/259)

ج333333.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير

كِتَابُ الْفَضَائِلِ

بَابٌ: فِي فَضْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

116 - أَخْبَرَنَا أَبِي، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا هَمَذَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، فِي شُهُورِ سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدُ اللَّهِ طَاهِرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُخَارِيُّ، تِلْمِيذُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَمَوَيْهِ الشَّاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ مَعْقِلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ» .

هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلَا حُمَيْدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، الْمَصْلُوبِ فِي الزَّنْدَقَةِ،

(1/260)

وَكَانَ لَعَنَهُ اللَّهُ وَضَّاعًا كَذَّابًا، فَوَضَعَ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ، حَدَّثَهُمْ بِهِ لِيُوقِعَ فِي قُلُوبِهِمُ الشَّكَّ، وَهَذَا الِاسْتِثْنَاءُ عِنْدَ الْمِسْلِمِينَ كُفْرٌ وَإِلْحَادٌ وَزَنْدَقَةٌ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فِي الزَّنْدَقَةِ، حَدَّثَ بِحَدِيثٍ مَوْضُوعٍ.

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ كَانَ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُّخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الشَّامِيُّ الْمَصْلُوبُ، صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ لَعَنَهُ اللَّهُ.

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْرَقُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ الْأَزْدِيَّ، يَقُولُ: إِذَا كَانَ الْكَلَامُ حَسَنًا، لَمْ أَرَ بَأْسًا أَنْ أَجْعَلَ لَهُ إِسْنَادًا.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يَقُولُ: صُلِبَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي الزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

117 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ مُضَرٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ

(1/261)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرَّاحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ الْمَحْبُوبِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكيِنَ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ قُتَيْبَةَ

118 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيِّ،

(1/262)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِيَ الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِيَ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ والْأَبْيَضَ، إِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زَوَى لِي مِنْهَا، فَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَيُهْلِكَهُمْ وَلَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَلَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً فَلَا مَرَدَّ لَهُ، إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَيُهْلِكَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وَأَنَّهُ سَتَرْجِعُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي إِلَى الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ.

وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِنَّهُمْ إِذَا وَضَعُوا السَّيْفَ فِي رِقَابِهِمْ، لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، وَإِنِّي خَاتَمُ

(1/263)

النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي، عَهْدُ رَبِّي، وَإِنَّهُ لَا تَزَالُ طَائُفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنُصُورُونَ حَتَّى يَأْمُرَ اللَّهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ بَشَّارٍ

119 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُنْدَارٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْفُرَاتِ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مَاتَ نَبِيٌّ قَامَ نَبِيٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ» ، قَالَ: وَمَا يَكُونُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَكُونُ خُلَفَاءُ» ،

(1/264)

قَالُوا: فَكَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: «أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَدُّوا إِلَيْهِمْ مَالَهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَائِلُهُمْ عَنِ الَّذِي لَكُمْ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا، عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْفُرَاتِ الْقَزَّازِ

120 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الدَّيْبُلِيُّ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْزُهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِيَ الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ» .

(1/265)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ

121 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابَارَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ وَعِدَّةُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَلَيْسَ هَذَا الْكَلَامُ فِي الْخِلَافَةِ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْكَلَامُ فِي الْخِلَافَةِ لَقَالَ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ يُوشَعَ مِنْ مُوسَى، لِأَنَّهُ كَانَ خَلِيفَةَ مُوسَى بَعْدَهُ، وَهَارُونَ مَاتَ قَبْلَ

(1/266)

مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

122 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: «وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِيلِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَفِيهِ بُعِثَ، وَفِيهِ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ، وَفِيهِ هَاجَرَ، وَفِيهِ مَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

123 - أَخْبَرَنَا حَمْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مَاتَ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَوْ قَضَى أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ لَعَاشَ

(1/267)

ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بِعْدَهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ

(1/268)

بَابٌ: فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

124 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ إِسْرَائِيلُ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَثِيعَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةٌ، فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَاللَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَسَارَ بِهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ، فَرَدَّ عَلِيٌّ أَبَا بَكْرٍ، وَبَلِّغْهَا، قَالَ: فَفَعَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: «مَا حَدَثَ فِيكَ إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنِّي أُمِرْتُ أَنْ لَا يُبَلِّغَهَا إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي» .

(1/269)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، رَوَاهُ عَنْ إِسْرَائِيلَ زَاهِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَخَالَفَ فِيهِ وَكِيعًا

125 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجِيرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدٍ: أَشَهِدْتَ مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، شَهِدْتُ لَهُ أَرْبَعَ مَنَاقِبَ، وَالْخَامِسَةَ قَدْ شَهِدْتُهَا، لِأَنْ يَكُونَ وَاحِدَةٌ مِنْهُنّ لِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا، أَوْ قَالَ: مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ، ثُمَّ أَرَسْلَ عَليًّا، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: «لَا، إِنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي» .

رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، فَخَالَفَ فِيهِ إِسْرَائِيلَ

(1/270)

126 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَاللَّفْظُ لِلْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَقِيمٍ الْكِنَانِيَّ، قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَلَقِينَا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا فَأَخَذَهَا مِنْهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَجِدْ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي»

127 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:

(1/271)

نَزَلَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ، فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا مَضَى، أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ، فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ، فَاقَرَأْهُ عَلَيْهِمْ» ، قَالَ: فَكَانَ بَعَثَ بِعَشْرِ آيَاتٍ مُتَتَابِعَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي غُلَامٌ حَدَثُ السِّنِّ، فَلَا يُبَلِّغُ عَنِّي لِسَانِي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هَادٍ قَلْبَكَ، وَمُثَبِّتٌ لِسَانَكَ، إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْكَ رَجُلَانِ فَلَا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ، حَتَّى تَعْلَمَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ تَقْضِي أَوْ تَعْرِفُ الْقَضَاءَ» ، قَالَ: فَلَحِقْتُ أَبَا بَكْرٍ بِذِي الْحُلَيْفَةَ، فَقَالَ: هَلْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لَا، إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ بِكَذَا وَكَذَا.

رَوَاهُ عَنْ سِمَاكٍ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَخَالَفَ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ جَابِرٍ

128 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/272)

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةَ بَعَثَ، فَرَدَّهُ، وَقَالَ: «لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي، فَبَعَثَ عَلِيًّا» ، فَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ كُلُّهَا مَضْطَرِبَةٌ مُخْتَلِفَةٌ مُنْكَرَةٌ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

129 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَجَعَ مِنْ عُمْرَةِ الْجُعْرَانَةِ، بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ، فَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ ثُوِّبَ بِالصُّبْحِ، ثُمَّ اسْتَوَى لِيُكَبِّرَ فَسَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَوَقَفَ عَلَى التَّكْبِيرِ، فَقَالَ: هَذِهِ رغَوْةُ نَاقَةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ، لَقَدْ بَدَا لِرَسُولِ

(1/273)

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُصَلِّي مَعَهُ، فَإِذَا عَلِيٌّ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَمِيرٌ أَمْ رَسُولٌ؟ قَالَ: لَا، بَلْ رَسُولٌ، أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَرَاءَةَ، أَقْرَؤُهَا عَلَى النَّاسِ فِي مَوَاقِفِ الْحَجِّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَدَّثَهُمْ عَنْ مَنَاسِكِهِمْ حَتَّى إِذَا فَرَغَ، قَامَ عَلِيٌّ فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ خَرَجْنَا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمَ عَرَفَةَ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَدَّثَهُمْ عَنْ مَنَاسِكِهِمْ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ، فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَانَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَأَفَضْنَا، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَحَدَّثَهُمْ عَنْ إِفَاضَتِهِمْ، وَعَنْ نَحْرِهِمْ، وَعَنْ مَنَاسِكِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا ".

(1/274)

هَذَا حَدِيثٌ حسَنٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُنَا، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ سَمِعْتَ أَبِي، يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ مَا بِهِ بَأْسٌ، صَالِحُ الْحَدِيثِ

(1/275)

بَابٌ: فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

130 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِينَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، قَالَ: فَتَنَفْسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ» , قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: «مَنْ؟» , قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ، فَسَكَتَ ثُمَّ مَضَى سَاعَةً، ثُمَّ تَنَفَّسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ،

(1/276)

قَالَ: «مَنْ؟» ، قُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ أَطَاعُوهُ، لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ» .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَوْفٍ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ هَمَّامٌ، أَبُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ، لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ مِينَا مَوْلَى

(1/277)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ فَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، رَوَى أَحَادِيثَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَاكِيرَ، لَا يُعْبَأُ بِحَدِيثِهِ، كَانَ يَكْذِبُ

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: هَلْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " مَا كَانَ ذَلِكَ وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " لَمْ أَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، وَوَدَدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَهُ

133 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْحَجْنَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيرٍ الدَّامْغَانِيُّ، بِدَيْبُلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، يَقُولُ ابْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبًي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَأَرَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعَجَائِبِ فِي كُلِّ سَمَاءٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ مِنْ عَجَائِبِ رَبِّهِ، فَكَذَّبَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَنْ كَذَّبَهُ، وَصَدَّقَهُ مَنْ صَدَّقَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ انْقَضَّ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي دَارِ مَنْ وَقَعَ هَذَا النَّجْمُ، فَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي» ،

(1/278)

قَالَ: فَطَلَبُوا ذَلِكَ النَّجْمَ، فَوَجَدُوهُ فِي دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: ضَلَّ مُحَمَّدٌ وَغَوَى، وَهَوَى إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَمَايَلَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 1-5] .

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ ظُلُمَاتٌ مِنْهَا: أَبُو صَالِحٍ، وَاسْمُهُ بَاذَامُ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، أُخْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ، يَقُولُ: كُنَّا نُسَمِّيهِ الدَّرُوغَ زِنْ، يَعْنِي أَبَا صَالِحٍ مَوْلَى أَمِّ هَانِئٍ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، الَّذِي رَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْكَلْبِيُّ؟ فَقَالَ: اسْمُهُ بَاذَامُ، كُوفِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ: أَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْكَلْبِيُّ، اسْمُهُ بَاذَامُ مَوْلَى أَمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ

(1/279)

وَلَمْ يَرَهُ.

وَمِنْهَا: الْكَلْبِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: قَالَ: قَالَ لَنَا الْكَلْبِيُّ: مَا حَدَّثَ عَنِّي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَهُوَ كَذَّابٌ، فَلَا تَرْوُوهُ.

وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْكَلْبِيَّ يُزَوِّرُ، يَعْنِي يَكْذِبُ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ، يَقُولُ: اطْرَحُوا حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: جُوَيْبِرٍ وَحُمَيْدٍ وَحَجَّاجٍ وَالْكَلْبِيِّ، أَمَّا الْكَلْبِيُّ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرْضَةً، فَنَسِيتُ مَا كُنْتُ أَحْفَظُ، فَأَمَمْتُ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثُوا فِي فِيَّ، فَحَفِظْتُ مَا كُنْتُ نَسِيتُ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَرْوِي عَنْكَ بَعْدَ هَذَا شَيْئًا.

قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَمِنْهَا: مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ، سَكَتُوا عَنْهُ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ،

(1/280)

لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ

134 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَطَّارُ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُضَاعَةَ رَبِيعَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا ثَوْبَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخُو ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ غَسَّانَ النَهْشَلِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: انْقَضَّ كَوْكَبٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْكَوْكَبِ، فَمَنِ انْقَضَّ فِي دَارِهِ، هُوَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي» ، قَالَ: فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ قَدِ انْقَصَّ فِي مَنْزِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ: قَدْ غَوَى مُحَمَّدٌ فِي حُبِّ عَلِيٍّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] .

(1/281)

هَذَا حَدِيثٌ لَا يُرْجَعُ مِنْهُ إِلَى صِحَّةٍ، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَا مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ، وَكُلُّ حَدِيثٍ يَكُونُ بِخِلَافِ السُّنَّةِ فَهُو مَتْرُوكٌ، وَقَائِلُهُ مَهْجُورٌ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْعَطَّارُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ غَسَّانَ ثَلَاثَتُهُمْ مَجْهُولُونَ، وَثَوْبَانُ هَذَا كَانَ زَاهِدًا صُوفِيًّا، لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، وَأَبُو قُضَاعَةَ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

135 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصُمُ بْنُ

(1/282)

عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ كَائِنًا، تَعْنِي الْمَوْتَ، قَالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي، فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، كُلُّهِمْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ

136 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صَخْرٍ الْأَزْدِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَاسِمٍ عُمَرُ بْنُ سَيْفٍ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ فَقَضَاهَا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ أَنَا

(1/283)

آتَيِكَ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «تَأْتِينَ أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهُ يَلِي أَمْرَ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ هَكَذَا

وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ، وَقَالَ فِيهِ: " إِنْ جِئْتِ فَلَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهُ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي

138 - أَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعٍ شَيْرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ بْنِ شَيْرَوَيْهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرْشِيدَ، قَوْلُهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ:

(1/284)

«ادْعِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَيَقُولَ قَائِلٌ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، إِلَّا أَبَا بَكْرٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ

139 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مِكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّهَا قَالَتْ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ ذَلِكَ وَأَنَا حَيٌّ، فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ، وَأَدْعُو لَكِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثَكْلَتَاهُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنَّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَفَعَلْتُ آخِرَ يَوْمَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(1/285)

«بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدُ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتُمَنُّونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، هَكَذَا وَلَمْ يُخَرِّجِ الْبُخَارِيُّ لِيَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ فِي الصَّحِيحِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ هَذَا أَحَدُهَا، وَهُوَ عَزِيزٌ لَا يُرْوَى، عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَأَعَجَبَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَقَالَ: لَوْ أَنَّ لِي قُوَّةً وَزَادًا لَرَحَلْتُ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى لِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَى نَيْسَابُورَ

140 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسْيَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِنَّهُ مَتَى يَقُومُ فِي مَقَامِكَ لَا يَسْمَعُ النَّاسُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ، فَقَالَتْ

(1/286)

لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ صُوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» : فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، قَالَتْ: فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ، فَذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ قُمْ كَمَا أَنْتَ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ جَالِسًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى ثَلَاثَتِهِمْ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

141 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ

(1/287)

سَعْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْتَدُوا باللَّذِينَ مِنْ بَعْدِي، أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: شُعْبَةُ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَغَيْرُهُمْ

(1/288)

بَابٌ: فِي إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

142 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ زَافِرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عُلَيْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» .

(1/289)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَسَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ هَذَا سَعْدِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ البُّسْتِيُّ: هُوَ شَيْخٌ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلَا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلَّا عِنْدَ الِاعْتِبَارِ.

وَعُلَيْمٌ هَذَا هُوَ ابْنُ قُعَيْرٍ، وَأَبُو صَادِقٍ هَذَا، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِذٍ، وَهُوَ أَخُو رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: اسْمُ أَبِي صَادِقٍ: مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ كُوفِيٌّ

143 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ،

(1/290)

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» ، ثُمَّ مَكَثَ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَسْلَمَ.

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَأَبُو صَالِحٍ وَالْكَلْبِيُّ مَتْرُوكَانِ

(1/291)

144 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ عِصَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ عِصَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو فَاطِمَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ» .

(1/293)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَأَبُو الْخَطَّابِ هَذَا مَجْهُولٌ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ

145 - قَدْ رَوَى عَنْ: نُوحِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حِبَّةَ الْعَرَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ أَبُو بَكْرٍ» .

وَحِبَّةُ لَا يُسَاوِي حَبَّهً، كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ، وَاهِيًا فِي الْحَدِيثِ

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

146 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُورِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَرِيُّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» .

(1/294)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ

147 - أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَاذِشَاهَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلْيَمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّايِغِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ عَنْبَسَةَ السُّلَمِيُّ، بِأَيِّ شَيْءٍ تُدْعَى رُبُعَ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ شَيْئًا؟ ثُمَّ سَمِعْتُ الرِّجَالَ تُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ، وَتُحَدِّثُ أَحَادِيثَ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفٍ وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُرَءَاءُ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟

(1/295)

قَالَ: «أَنَا نَبِيٌّ» ، قُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: «رَسُولٌ» ، قُلْتُ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ بِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «بِتَوْحِيدِ اللَّهِ لَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ» ، قُلْتُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدَانِ» ، قَالَ: وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَبِلَالٌ، قُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: «لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ، فَالْحَقْ بِي» ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، وَقَدْ أَسْلَمْتُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكْبٌ مِنْ يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: «أَلَسْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، فَعَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، قَالَ: «فَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَاقْصُرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، لَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَينِ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ اقْصُرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْعَرُ جَهَّنَمَ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ،

(1/296)

حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ، فَاقْصُرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي، عَنِ الْوُضُوءِ؟ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقْرَبُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ حَتَّى يَسْتَنْسِرَ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتَيْهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أَمُّهُ» .

قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَيُعْطَى الرَّجُلُ هَذَا كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ؟ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، كَبُرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ إِلَى أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَعَلَى رَسُولِهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، لقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ سَبْعَ مِرَارٍ أَوْ أَكْثَرَ.

(1/297)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، مِنْهُمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثْيِرٍ، وَأَبُو يَحْيَى سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو سَلَّامٍ، وَغَيْرُهُمْ

148 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ

(1/298)

ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ عِشْرِينَ، وَهُمْ يُرِيدُونَ الشَّامَ فِي تِجَارَةٍ حَتَّى إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا فِيهِ سِدْرَةٌ، قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّهَا، وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَاهِبٍ يُقَالُ لَهْ بُحَيْرَا، يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي فِي ظِلِّ السِّدْرَةِ؟ فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ، مَا اسْتَظَلَّ تَحْتَهَا بَعْدَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَّا مُحَمَّدٌ، وَوَقَعَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ الْيَقِينُ وَالتَّصْدِيقُ، فَلَمَّا نُبِئَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّبَعَهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

(1/299)

149 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حُمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ ".

(1/300)

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ، جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، وَغَيْرُهُمَا

150 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ»

151 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مَيْمُونًا، فَقُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَفْضَلُ أَمْ عَلِيٌّ؟ قَالَ: فَارْتَعَدَ حَتَّى سَقَطَتِ الْعَصَا مِنْ يَدِهِ، قَالَ: «أَخَلَفَ فِي زَمَانٍ يَعْدِلُ بِهِمَا أَحَدٌ، كَانَا رَأَسُ الْإِسْلَامِ وَبَابُ الْجَمَاعَةِ، وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ بُحَيْرَا الرَّاهِبِ، وَاخْتَلَفَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَدِيجَةَ حَتَّى أَنْكَحَهَا إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

(1/301)

152 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الشَّاهِدُ البَّصْرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْوَلِيدِ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ أَبُو بَكْرٍ، وَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النِّسَاءِ خَدِيجَةُ»

153 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشَايِخَنَا وَمَنْ نَأْخُذُ عَنْهُ، مِنْهُمْ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، وُعُثْمَانَ مُحَمَّدَ الْأَخْنَسِيَّ، يَقُولُونَ: «أَبُو بَكْرٍ أَوَّلُ الرِّجَالِ أَسْلَمَ»

(1/302)

بَابٌ: آخَرُ

154 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَّيْتَ يَا عَلِيُّ؟» قَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ» ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَرَأَيْتُهَا غَرَبَتْ، ثُمَّ رَأَيْتُهَا طَلَعَتْ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ.

(1/303)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مُضْطَرِبٌ.

رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مِثْلَهُ

(1/308)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ

156 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْودُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَمْ تُحْبَسِ الشَّمْسُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْحَسَنُ وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ

157 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ

(1/309)

بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كِدْتُ أَنْ أُصَلِّي حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتَهَا بَعْدُ» ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، قَالَ: فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ أَنْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ فَضَالَةَ، وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ كِلَاهُمَا، عَنْ هِشَامٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنِ أْبِي مُوسَى، وَأَبِي غَسَّانَ الْمَسْمَعِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامٍ

158 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/310)

عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى: صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا "، ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ، وَكَذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، فَلَمْ تُرَدَّ الشَّمْسُ لَهُمَا، وَصَلَّيَا بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَكَيْفَ رُدَّتِ الشَّمْسُ لِعَليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ !

(1/311)

بَابٌ: آخَرُ

159 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الثَّعْلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَقُلْ: عَلِيٌّ خَيْرُ النَّاسِ فَقَدْ كَفَرَ ".

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ.

قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ

(1/312)

يُحَدِّثُ، عَنْ لَيْثٍ، وَهُوَ شِيعِيٌّ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْآجُرِيُّ: قُلْتُ لِأَبِي دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الَّذِي يُحَدِّثُ، عَنْ لَيْثٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: مَزَّقْنَا حَدِيثَهُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ كَتَبْنَا عَنْهُ، عَنْ لَيْثٍ، عَجَائِبَ، وَخَطَّطْتُ عَلَى حَدِيثِهِ، وَضَعَّفَهُ جِدًّا، وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ لَيْثٍ هُوَ الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ: مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ

160 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسَحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، صَاحِبُ كِتَابِ النَّسَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ» .

(1/313)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بَاطِلٌ، لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ سِوَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَإِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ ليَسْ بِثَابِتٍ

فِي خَلَافِ ذَلِكَ

161 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ،

(1/314)

عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَيْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةً قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَهْمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ

162 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ بَعْضُ بَنَاتِهِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا مَثْلُ مُحَمَّدٍ فِي بَنِي هَاشِمٍ إِلَّا كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ فِي النَّتْنِ، فَأَبْلَغَتِ الْمَرْأَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبْلُغُنِي عَنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا، فَاخْتَارَ الْعَلْيَاءَ مِنْهَا، وَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ الِاقْتِضَاءَ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ، وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ

(1/315)

مُضَرَ، وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا، وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ، فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ» .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، رَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، أَتَمَّ مِنْ هَذِهِ

163 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، رَجُلٌ مِنَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» .

(1/316)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أخَرْجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، عَنْ هِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ

164 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي: ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «أَنَا» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَسَعْدٌ هَذَا هُوَ ابْنُ تَمِيمٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَيُقَالُ: السَّكُونِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ دِمَشْقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

(1/317)

بَابٌ: آخَرُ165 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَةَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكْيَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، مَا لِي أَرَاكَ مُغْضَبًا؟ وَإِنَّ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ بَارِزٌ؟» , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كَلَّمْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَبَّنِي، وَلَوْ أَنِّي سَبَبْتُهُ، لَقَاتَلَنِي، فَقَالَ: «يَا بِلَالُ، نَادِ فِي النَّاسِ بِالصَّلَاةِ الْجَامِعَةِ» ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَخْيَرِ النَّاسِ بَعْدِي؟ ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهُوَ بَضْعَةٌ مِنْ لَحْمِي، وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، فَأَيْنَ مَالَ فَمِيلُوا، فَإِنَّ الْحَقَّ مَعَهُ» .هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ،

(1/318)

وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَمْ يَكُنْ عِنْدِي بِصَدُوقٍفِي خِلَافِ ذَلِكَ166 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا حَمْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَعْدِلُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونِ167 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/319)

أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالُ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: " أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ: ثُمَّ مَنْ؟ فَيَقُولُ: كَذَا، فَقُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ يَا أَبَهْ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَرَوَى أَبُو جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ خَبَّرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ

(1/320)

بَابٌ: فِي فَضْلِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ168 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِيُّ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارَونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَجَانِي، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ، فَاهْجُهُ وَالْعَنْهُ عَدَدَ مَا هَجَانِي، أَوْ مَكَانَ مَا هَجَانِي» .

(1/321)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ سِوَى عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرْوَةَ الرَّزْقِيِّ الْمَدِينِيِّ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرْوَةَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، شَبِيهٌ بِالْمَتْرُوكِ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرْوَةَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّفِي خِلَافِ ذَلِكَ169 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ نَاصِرُ بْنُ مَهْدِيٍّ الشَّطِّيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ الْأَسَدِيُّ الْأَبْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَمْ يُدْرِكْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .

(1/322)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيٌّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ آدَمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِيمَانِ، وَاسْتَعَمَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ170 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَالِمُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَكِّمِيُّ الْأَسَدَابَاذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ

(1/323)

ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّهُ لَمْ يَبْعَثْنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلَّا لِمَنْزِلَةٍ لِي عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ، قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ أَهْلِكَ، قَالَ: «فَأَبُوهَا» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخَتَارِ، وَرَوَاهُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ شَاهِينَ، عَنْ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، كِلَاهُمَا، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ

(1/324)

171 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنَجْيَرٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الزُّبَيْرِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: هِشَامٌ وَعَمْرٌو ".هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مَشْهُورٌ172 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبَّادُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبَّادٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَنَسٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي

(1/325)

عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: هِشَامٌ وَعَمْرٌو ".هَذَا حَدِيثٌ عَزِيزٌ كَبِيرٌ173 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَوَيْهِ بْنِ الْحَسَنِ: سَمِعْتَ أَبَا طَالِبٍ، يَقُولُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ ثَبْتٌ ثَبْتٌ صَحِيحُ الْحَدِيثِ،

(1/326)

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: نَافِعُ بْنُ عُمَرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْوَرْدِ، وَهُوَ أَصَحُّ حَدِيثًا، وَهُوَ فِي الثِّقَاتِ ثِقَةٌ.وَذَكَرَ إِسْحَاقَ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ ثِقَةٌ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، سَأَلْتُ أَبِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ

(1/327)

بَابٌ: فِي فَضَائِلِ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرٍو174 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، قَالَا: أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفَّيْنَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِمَجِيءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ، وَإِكْرَامًا لَكَ، حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ، تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! فَقَالَ: يَا هَذَا،

(1/328)

إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَالِثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ: بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ: أَهْلُ الْجَمَلِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ.وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ: فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدَهُمْ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا.وَأَمَّا الْمَارِقُونَ: فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ، وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ، وَأَهْلُ النُّخَيْلَاتِ، وَأَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «يَا عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ، يَا عَمَّارُ بْنَ يَاسِرٍ، إِنْ رَأَيْتَ عَلِيًّا قَدْ سَلَكَ وَادِيًا، وَسَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا غَيْرَهُ، فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ لَنْ يَدُلَّكَ فِي رَدِيٍّ، وَلَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى، يَا عَمَّارُ، مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَلِيًّا عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ، وَمَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ، قَلَّدَهُ اللَّهُ

(1/329)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ» ، قُلْنَا: يَا هَذَا، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ.هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ،

(1/330)

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثِ.وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو: قُلْتُ لِأَبِي زُرْعَةَ: مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ ، فَقَالَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، كَانَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى، يَضَعُ الْحَدِيثَ.وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ يُعْرَفُ بِالْهُشَيْمِيُّ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَغَيْرِهِ بِالْمَنَاكِيرِ، يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ هَذَا، تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ فِي رِوَايَتِهِ، عَنِ

(1/332)

الْمَطِيرِيِّ، فَطَعَنَ عَلَيْهِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ: شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ شَهِدَ مَعَهُ قِتَالَ أَهْلِ النَّهْرِفِي خِلَافِ ذَلِكَ175 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جَمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ الخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى صَخْرَةٍ بِحِرَاءَ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اهْدَئِي، فَمَا عَلَيْكِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْشَهِيدٌ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتْيَبَةَ176 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ

(1/333)

الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ أَبُو بَكْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَبُو مُوسَى زُغْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَنْ رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرْيَظَةَ؟» , قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسِهِ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: فَذَهَبَ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ177 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ

(1/334)

بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يَوْمَ الْأَحْزَابِ: قَدْ رَأَيْتُكَ يَا أَبَهْ، وَأَنْتَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسٍ لَكَ أَشْقَرَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَرَأَيْتَنِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ، فَجَمَعَ لِي أَبَوَيَّ، يَقُولُ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْخَلِيلِ، وَسُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامٍ178 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جَمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيْدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " عَشْرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ

(1/335)

فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ ".

(1/336)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، رَوَاهُ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ179 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جِمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقُلْ: يُقْرِأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ، قَالَ لَهُ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمَضْجَعِ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمُوا، ثُمَّ قُلْ: يَسْتأَذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي، فَادْفِنُونِي، وَإِلَّا فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِي، فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَسَمَّى: عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ

(1/337)

180 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْأُسْتَاذِ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ أَعْطَنِيهِنَّ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ: أَمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ فَتَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: نَعَمْ! ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيِّ، جَمِيعًا عَنِ الْنَضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ181 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّاهِدُ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ

(1/338)

الْكَسَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ السُّنِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَّاعِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ» .

(1/339)

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، رَوَاهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُمْ182 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرَقُفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا وَاهْدِ بِهِ» .

(1/341)

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ183 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْأَسْودِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ، فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الْمُعَافِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَقَالَ فِيهِ: دَعْهُ فَإِنَّهُ فَقِيهٌ184 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ

(1/343)

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ الْمُعَافِيَّ بْنَ عِمْرَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ، أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي؟ فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ185 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، فِيمَا كُتِبَ إِلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ:، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزْدَادَ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ

(1/344)

يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: «إِنَّهُ لَرَشِيدٌ» .هَذَا حَديثٌ غَرِيبٌ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ

(1/345)

بَابُ: الْحَكَمَيْنِ186 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَرْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقَاضِي الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا سَمِعَ بِمَا فَعَلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي أَمْرِ الْحَكَمَيْنِ خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَيْنِ قَدْ تَعَدَّيَا مَا أُمِرَا بِهِ، وَلَمْ يَحْكُمَا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَدْ بَرِئَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُمَا، وَلَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمَا حُكْمٌ، فَانْفِرُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ، فَقَاتِلُوهُمْ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ» .هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ،

(1/346)

وَفِي إِسْنَادِهِ ظُلُمَاتٌ مِنْهَا: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا، وَلَمْ يَرَهُ.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَيْسَ عِنْدِي فِي الْحَدِيثِ بِالْقَوِيِّ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.وَوَهْبُ بْنُ وَهْبٍ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقُرَشِيُّ كَانَ قَاضِيًا بِبَغْدَادَ، وَهُوَ ابْنُ وَهْبِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمَطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ، قَالَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: كَذَّابَا هَذِهِ الْأُمَّةَ: وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ: مَطْرُوحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَكْذَبُ النَّاسِ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ كَمَا قَالَ: كَانَ كَذَّابًا.وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ كَذَّابٌ خَبِيثٌ، يَضَعُ الْأَحَادِيثَ، كَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مُعَاذٍ، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ

(1/347)

أَبِي طَالِبٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمِيرِ يُقْرَضُ؟ قَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ» .قَالَ يَحْيَى: لَا رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ.وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: لَوِ اجْتَرَيْتَ أَنْ أَقُولَ لِأَحَدٍ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليُهِ وَسَلَّمَ لَقُلْتُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ؟ فَقَالَ: كَانَ كَذَّابًا.وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ، وَالْمَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ كَانَ يَكْذِبَانِ وَيَضَعَانِ الْأَحَادِيثَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ مَجْهُولٌفِي خِلَافِ ذَلِكَ187 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

(1/348)

إِنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُمْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالُوا: لَا حَكُمَ إِلَّا لِلَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ نَاسًا إِلَيَّ لَأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلَاءِ: يَقُولُونَ الْحَقَّ بَأْلِسنَتِهِمْ، لَا يُجَاوِزُ هَذَا مِنْهُمْ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ، أَبْغَضَ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِمْ، مِنْهُمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ حَلَمَةُ ثَدْيٍ، فَلَمَّا قَتَلَهُمْ، قَالَ: انْظُرُوا , فَنَظَرُوا , فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا , قَالَ: ارْجِعُوا، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كَذَبْتُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خَرِبَةٍ، فَأَتَوْا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ".قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَقَولَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهِمْ.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ

(1/349)

بَابٌ: فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ188 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ» .

(1/350)

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، لَا أَصْلَ لَهُ فِي الْأَحَادِيثِ.وَلَيْسَ هَذَا إِلَّا مِنْ فِعْلِ الْمُبْتَدِعَةِ الْوَضَّاعِينَ، خَذَلَهُمُ اللَّهُ فِي الدَّارَيْنِ، مَنِ اعْتَقَدَ هَذَا وَأَمْثَالَهُ، أَوْ خَطَرَ بِبَالِهِ أَنَّ هَذَا مِمَّا جَرَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ زِنْدِيقٌ، خَارِجٌ مِنَ الدِّينِ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، قَدْ رُمِيَ بِالْكَذِبِ189 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْقَوْسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ» ، فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو.وَقَالَ بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّفَا: قِيلَ لِابْنِ عَوْنٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ عَنِ الْحَسَنِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا لَنَا وَلِعَمْرٍو، عَمْرٌو يَكْذِبُ عَلَى

(1/351)

الْحَسَنِ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فِي شَيْءٍ قَالَهُ، قَالَ: فَقَالَ: كَذَبَ، وَكَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ الْآثِمِينَ.وَعَنْ يُونُسَ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ مِرَارًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَكَانَ كَذَّابًا.وَقَالَ الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ؟ فَقَالَ: كَانَ مَتُروكَ الْحَدِيثِ190 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا الْحُرَّةُ الْجَلِيلَةُ سِتِّي بِنْتُ الْإِمَامِ أَبِي عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ الطَّرَازِيُّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

(1/352)

حَسَنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَطُوسِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّرَطُوسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي يَخْطُبُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» .

(1/353)

هَذَا حَدِيثٌ لَا يُرْجَعُ مِنْهُ إِلَى صِحَّةٍ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْوَدَّاكِ، وَمُجَالِدٌ هَذَا ضَعِيفٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، فَسَرَقَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَحَدَّثَ بِهِ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِهَذَا اللَّفْظِ.قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: حَدِيثُ مُجَالِدٍ عِنْدَ الْأَحْدَاثِ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبِي أُسَامَةَ لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مُجَالِدٍ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.يَرْفَعُ حَدِيثًا كَثِيرًا لَا يَرْفَعُهُ النَّاسُ.وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعْينٍ، أَنَّهُ قَالَ: مُجَالِدٌ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: مُجَالِدٌ كَذَّابٌ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: مُجَالِدٌ كَذَّابٌ

(1/354)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ191 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ الْغَازِي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَيْمَنَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الصَّرِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ، فَإِنَّهُ أَمِينٌ مَأْمُونٌ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

(1/355)

قَالَ الشَّيْخُ الْمُصَنِّفُ: اعْلَمْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَاتُبُ الْوَحْيِ الْمُبِينِ، الْمُنَزَّلِ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ، يَجْمَعُهُ وَرَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَليُهِ وَسَلَّمَ النَّسَبُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، تَوَلَّى الْإِمَارَةَ عِشْرِينَ سَنَةً مِنْ قِبَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي رَجَبٍ، فَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قُتِلَ مَظْلُومًا انْعَقَدَتِ الْخِلَافَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَمِعَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَطَاعَ، وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَقْتُلَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ

(1/356)

عَنْهُ قَاصًّا، فَامْتَنَعَ مِنْ قَتْلِهِمْ، لِأَنَّ مَذْهَبَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْ لَا يُقْتَلُ الْجَمَاعَةُ بِالْوَاحِدِ، فَتَأَوَّلَ مُعَاوِيَةُ حِينَئِذٍ، وَطَلَبَ قَتْلَةَ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ، لِأَنَّهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، لِقَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} [الإسراء: 33] ، الْآيَةَ، فَخَرَجَ يُقَاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ، وَبَايَعَ لَهُ جُمْهُورُ الصَّحَابَةِ، وَمَنْ لَا يُحْصَى مُنَ التَّابِعِينَ، إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ عَلَى التَّحْكِيمِ بَعْدَ الْحُرُوبِ الْعَظِيمَةِ، فَحُكِمَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ، وَبُويِعَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ بِإِجْمَاعٍ، وَهَذِهِ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ192 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْحَسَنِ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي

(1/357)

الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: " أَدْرَكَتْ خِلَافَةَ مُعَاوِيَةَ جَمَاعَةٌ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ: سَعْدٌ، وَأُسَامَةُ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَرَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فِي رِجَالٍ أَكْثَرَ مِمَّنْ سَمَّيْتُ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، كَانُوا مَصَابِيحَ الْهُدَى، وَأَوْعِيَةَ الْعِلْمِ ".وَمِنَ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، مِنْهُمْ: الْمِسْوَرُ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ فِي أَشْبَاهٍ لَهُمْ، لَمْ يَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ جَامِعَةٍ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وَاعْلَمْ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَنَا وَلَكَ التَّوْفِيقَ، أَنَّ الِاعْتِمَادَ فِي خِلَافَتِهِ عَلَى مَا فَعَلَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْبَرَ أَوْلَادِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ أَبِيهِ بَعْدَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ فِي عَاقِبَةِ الْأَمْرِ، وَمَا يَئُولُ إِلَيْهِ خَلَعَ نَفْسَهُ وَسَلَّمَ الْأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ لَهُ، فَصَارَ ذَلِكَ إِجْمَاعًا صَحِيحًا مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ، وَلَا مَقَالٍ، وَكَانَ هَذَا الْفِعْلُ مِنَ الْحَسَنِ رَضِيَ

(1/358)

اللَّهُ عَنْهُ أَحَدَ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ أَخْبَرَ عَمَّا يَكُونُ فَكَانَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ» الْحَدِيثَ193 - أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ وَهُو عَلَى الْمِنْبَرِ، وَمَعَهُ الْحَسَنُ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَيْهِ مَرَّةً، وَعَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ البُّخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، فِي كِتَابِ الصُّلْحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيِّ.وَفِي فَضْلِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ، وَفِي كِتَابِ الْفِتَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ثَلَاثَتِهِمْ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ كَذَلِكَ،

(1/359)

وَرَوَاهُ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَوَقَعَ إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِهِ عَالِيًا194 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ، يَعْنِي الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.قَالَ الشَّيْخُ: فَاسْتَدَلَّنَا هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ أَمْرٍ يَكُونُ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ، وَعَلَى أَنَّ الْفِئَتَيْنِ كِلَاهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُمَيِّزْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى بِفَضْلٍ، وَلَا نَقْصٍ

(1/360)

بَابٌ: فِي فَضَائِلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ195 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لْابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَحْسَبُهُ: وَلِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: «مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» , قَالَ: وَحَبَسَهُمْ بِالْمَديِنَةِ حَتَّى أُصِيبَ.هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، شَبِيهٌ بِالْبَاطِلِ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ شَيْئًا، وَلَمْ يَرَهُ196 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

(1/361)

مَنْصُورٍ، وعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، لَفْظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّرْجَاهِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ الْجُرْجَانِيُّ، بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِلى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُكْثِرُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» , فَحَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ.رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى: عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، فَخَالَفَا فِيهِ أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ النَّسَائِيَّ197 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ:

(1/362)

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَبَا مَسْعُودٍ، فَقَالَ: «لَا تُحَدِّثُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»198 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّرْجَاهِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «حَبَسَ أَرْبَعَةً مِنْ أَصْحَابِ ِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ»

(1/363)

199 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهِنْدِيُّ أَبُو كَثِيرٍ بِالرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزِبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَكْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ: «مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَحَبَسَهُمْ عِنْدَهُ.هَذَا حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ.سَمِعْتُ 9 مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَحْمَدَ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِيهِ

(1/364)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ200 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّحَّاكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ201 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَاذَشَاهَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، وَمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/365)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ شَرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيِّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ.فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَّابِينَ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ الْأَوَّلَ وَهُمُ الصَّحَابَةَ خَارِجُونَ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ، مُنَزَّهُونَ مِنَ التُّهْمَةِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وَاعْلَمْ يَا أَخِي، وَفَّقَكَ اللَّهُ لِلْخَيْرَاتِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلٍ، وَقِيلَ: ابْنِ عَاقِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، يَجْمَعُهُ وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّسَبُ مِنْ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ،

(1/366)

ذَكَرَ نَسَبَهُ هَكَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِيُّ، غَيْرَ أَنَّ ابْنَ سَعْدٍ سَمَّى جَدَّهُ غَافِلًا بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْفَاءِ، وَسَمَّاهُ خَلِيفَةُ عَاقِلًا بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْقَافِ، وَقَالَ خَلِيفَةُ أَيْضًا: ابْنُ حَبِيبِ بْنِ فَارِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومٍ.وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، صَاحِبُ الْمَغَازِي، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومٍ.وَكَذَلِكَ نَسَبَهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَهْرَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا مِنَ الْقَارَةِ، وَقِيلَ: بَلْ هِيَ مِنْ بَنِي صَاهِلِ بْنِ كَاهِلٍ، أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَاهِدَهُ، وَكَانَ أَحَدَ حُفَّاظِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ عَالِمًا فَقِيهًا.رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

(1/367)

وَحَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمْ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو وَائِلٍ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، وَرِزُّ بْنُ حُبَيْشٍ، وَعْبَدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيُّ، وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ، وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ، وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ، وَمُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَغَيْرُهُمْ202 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْجَمْعُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجَمْعِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَيْدٍ النَّيْسَابِورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأُحْوَصِ، قَالَ: كُنَّا فِي دَارِ أَبِي مُوسَى

(1/368)

مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: «مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ» ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «أَمَّا لِئَنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا، وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ203 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعِرَاقِيِّ الطُّوسِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنْكَ لَا تَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ،

(1/369)

وَبِلَالٌ، وَرَجُلَانِ نَسِيتُ اسْمَهُمَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ أَنْ يَقَعَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52] ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ204 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَنَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، فَذَكَرْنَا يَوْمًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَقَدْ ذَكَرْتُمْ رَجُلًا لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، فَبَدَأَ بِهِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،

(1/370)

وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ205 - أَخْبَرَنَا الْجَمْعُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجَمْعِ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسٌ، فَقَالَ: «كُنَيْفٌ مُلِئَ فِقْهًا» .

(1/371)

وَأَمَّا أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ: فَهُوَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ، وَقِيلَ يَسِيرَةُ بِالْيَاءِ، وَقِيلَ: نَسِيرَةُ بِالنُّونِ، بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ.وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عَازِبٍ، وَقِيلَ: سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ قُضَاعَةَ.وَذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ أَصْغَرَ مَنْ شَهِدَهَا، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ.وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو وَائِلِ شَقِيقٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَرِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَوْسُ بْنُ

(1/372)

ضَمْعَجٍ، وَغَيْرُهُمْ.وَأَمَّا أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَهُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ خَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ، وَعُوَيْمِرٌ لَقَبُهُ، نَزَلَ الشَّامَ، وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ.رَوَى عَنْهُ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُمْ.وَأَمَّا أَبُو ذَرٍّ: فَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ عَالِمًا فَقِيهًا.رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ.وَحَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمْ: زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ التَّيْمِيُّ، وَخَرَشَةُ بْنُ الْحُرِّ الفَزَارِيُّ، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو مِرْوَاحٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَأَبُو أَسْمَاءَ عَمْرُو بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو سَالِمٍ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الجَيْشَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

(1/373)

وَأَمَّا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَمَّاسَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، وَشَمَّامَةُ بْنُ شَفِيٍّ، وَغَيْرُهُمْ

(1/374)

بَابٌ: فِي ذِكْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَآمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ206 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَنِيُّ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ، بِقِرَاءَاتٍ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْغَطْفَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْعَلَوِيُّ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَبَّاسِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنِّي حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ مِنْهُ، وَبَطْنٍ حَمَلَكَ، وَحِجْرٍ كَفَلَكَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، بَيِّنْ لِي؟ فَقَالَ: أَمَّا الصُّلْبُ فَعْبَدُ اللَّهِ، وَأَمَّا الْبَطْنُ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا الْحِجْرُ فَعَبْدٌ يَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ ".

(1/375)

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، فِي إِسْنَادِهِ مِنَ الْمَجْهُولِينَ غَيْرُ وَاحِدٍ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ أَحْمَدَ الْبُسْتِيُّ الْحَافِظُ: عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الرِّضَا يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ الْعَجَائِبَ، رَوَى عَنْهُ: أَبُو الصَّلْتِ، وَغَيْرُهُ، كَأَنَّهُ كَانَ يَهِمُ وَيُخْطِئُ.وَسَأَلْتُ الْإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَالِ أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَنِيِّ الْعَلَوِيِّ؟ قَالَ: كَانَ رَافِضِيًّا غَالِيًا، وَمَعَ هَذَا كَانَ يَدَّعِي الْإِمَامَةَ، وَالْخِلَافَةَ بِجَيْلَانَ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّقَاوَةِ وَالْخُذْلَانِ

(1/376)

207 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْأَخْضَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحَضْرَمِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ إِلَى الْحَجُونِ كَئِيبًا حَزِينًا، فَأقَامَ مَا شَاءَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ رَجَعَ مَسْرُورًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَزَلْتَ الْحَجُونَ كَئِيبًا حَزِينًا، فَأَقَمْتَ بِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعْتَ مَسْرُورًا، فَقَالَ: «سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَأَحْيَا لِي أُمِّي، فَآمَنَتْ بِي ثُمَّ رَدَّهَا» .

(1/377)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ.وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا: قَالَ ابْنُ الْغَلَابِيِّ: وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعْينٍ: أَنَّهُ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ لَيْسَ مِمَّنْ يَحْتَجُّ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، وَهُوَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ، وَذُكِرَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، فَقَالَ: كَانَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا ضَعيِفًا، وَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ خَطَّطَ عَلَى أَحَادِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ فِيهِ ضَعْفٌ، مَا حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ أَصَحَّ مِمَّا حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ يَخُطُّ عَلَى حَدِيثِهِ، وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ

(1/380)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ضَعِيفٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُوسَى، هَذَا مَتْرُوكٌ.وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى مَجْهُولَانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ: هَذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ الْمُقْرِئُ، فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ بِأَسَانِيدَ مَشْهُورَةٍ.قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ النَّقَّاشَ، فَقَالَ: كَانَ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَرْقَانِيَّ عَنِ النَّقَّاشِ؟ فَقَالَ: كُلُّ حَدِيثِهِ مُنْكَرٌ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِرْمَانِيُّ: سَمِعْتُ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الطَّبَرِيَّ ذَكَرَ

(1/381)

تَفْسِيرَ النَّقَّاشِ، فَقَالَ: ذَاكَ إِشْفَاءُ الصُدُورِ، وَلَيْسَ بِشِفَاءِ الصُّدُورِفِي خِلَافِ ذَلِكَ208 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ خَلِيلُ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرَنْدِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُورِ الْبَزَّارُ الْبَغْدَادِيُّ، بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، أَتَى قَبْرًا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي، فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟

(1/382)

فَقَالَ: «هَذَا قَبْرُ أُمِّي، سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الزِّيَارَةَ، فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا، فَبَكَيْتُ» ، فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمِئِذٍ.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ209 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى، وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، وَقَالَ: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي تَعَالَى فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنِّهَا تُذَكِّرُ الْمَوتَ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ،

(1/383)

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ210 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنِي ابْنَا مُلَيْكَةَ الْجُعْفِيَّانِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ أُمِّنَا مَاتَتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَتَصَدَّقُ وَتَفْعَلُ، فَهَلْ يَنْفَعُهَا ذَلِكَ؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَا: قُلْنَا: فَإِنَّهَا قَدْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ يَنْفَعُ ذَلِكَ أُخْتَنَا؟ قَالَ: «لَا، الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ، إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ فَتُسْلِمَ» ، فَلَمَّا رَأَى مَا دَخَلَ عَلَيْنَا، قَالَ: «وَأُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا» .هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، رَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَالْمُعْتَمِرُ، وَعُبَيْدَةُ، وَيْحَيْى بْنُ رَاشِدٍ، وَغَيْرُهُمْ.

(1/384)

وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَابْنَا مُلَيْكَةَ هَذَانِ، هُمَا: سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُمَا ابْنَا مَشْجَعَةَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدٍ211 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الْمُقْرِئُ الْأَعْرَجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ الْقَبَّابُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عَدْسٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: «أُمُّكَ فِي النَّارِ» ، قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أَمُّكَ مَعَ أُمِّي؟» .هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، وَوَكِيعٌ هَذَا كُنْيَتُهُ أَبُو مُصْعَبٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ، صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ طَائِفِيٌّ، نَزَلَ وَاسِطَ، وَمَاتَ بِهَا، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ ثِقَةٌ

(1/385)

212 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: «أَبُوكَ فِي النَّارِ» ، فَلَمَّا قَفَّى، قَالَ: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ213 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ صَاعِدٌ، وَالْقَاضِي أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ أَعْرَابِيًّا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «فِي النَّارِ» ، فَكَأَنَّ الْأَعْرَابِيَّ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ،

(1/386)

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ لَهُ: «حَيْثُ مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ» ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ أَسْلَمَ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَبًا، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ، أَبُو طَالِبٍ214 - أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدِيِّ

(1/387)

بْنِ النَّقُورِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَانٍ الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ حُصَيْنٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ مَاتَ، يَعْنِي وَهُوَ مُشْرِكٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»215 - أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُورِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيَّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْأَسْلَمِيِّ , أَنَّ أَبَاهُ حُصَيْنَ بْنَ عُبَيْدٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ، مَاتَ قَبْلَكَ هُوَ أَبِي وَأَبُوكَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ أَبِي وَأَبَاكَ فَهُوَ فِي النَّارِ» .رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ216 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ

(1/388)

مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِقُبُورِنَا وَقُبُورِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ»

(1/389)

بَابٌ: فِي ذِكْرِ أَبِي طَالِبٍ217 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَعْبَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " شَفَعْتُ فِي هَؤُلَاءِ النَّفَرِ: أَبِي وَعَمِّي وَأَبُو طَالِبٍ، وَأَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ، لِيَكُونُوا مِنْ بَعْدِيَ الْبَعْثَ هَبَاءً ".هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لَا أَصْلَ لَهُ،

(1/390)

وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ لَيْثٍ شَيْئًا، وَلَا يَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا لِضَعْفِهِ، وَيَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ هَذَا شَامِيٌّ صَنْعَانِيٌّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، وَخَطَّابُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، هَذَا ضَعِيفٌ يُعْرَفُ بِرِوَايَةِ الْمَنَاكِيرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ الشَّامِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسٍ، هَذَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هُوَ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفُرَاتٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَعْبَدِيُّ، فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ، وَلَا مَحْمُودَ الْمَذْهَبِ.أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْبَغَدَادِيُّ، فِي كِتَابِهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظَ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ فَارِسِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَعْبَدِيِّ؟ فَقَالَ: كَانَ رَافِضِيًّا غَالِيًا فِي الرَّفْضِ، وَكَانَ أَيْضًا ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِفِي خِلَافِ ذَلِكَ218 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ

(1/391)

أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتِ النَّارِ، فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ219 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو طَالِبٍ عَمُّهُ، فَقَالَ: «تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ220 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنِ حُبَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،

(1/392)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْنَهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، هُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلٍّ

(1/393)

بَابٌ: فِي فَضْلِ أَهْلِ الشَّامِ221 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ، بِقَنْطَرَةِ بَزْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي سَعْدُ بْنُ جُنَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " أُمِرْتُ بِقِتَالِ ثَلَاثَةٍ: القْاسِطِينَ، وَالنَّاكِثِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَأَهْلُ الشَّامِ، وَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَذَكَرَهُمْ، وَأَمَّا الْمَارِقُونَ فَأَهْلُ النَّهْرَوَانِ، يَعْنِي: الْحَرُورِيَّةَ ".

(1/394)

هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، شَبِيهٌ بِالْبَاطِلِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ هَذَا كُوفِيٌّ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.وَعَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هُوَ بِقَوِيٍّ، وَسَعْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَوْفِيُّ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ جَهْمِيٌّ.وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ هَذَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ: كَانَ لَيِّنًا فِي الْحَدِيثِفِي خِلَافِ ذَلِكَ222 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَامِشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمَشٍ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ،

(1/395)

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَيَمَنِنَا» ، يَقُولُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ رَجُلٌ: وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحيِحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ223 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَكِّمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جَابِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيةَ، يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَخَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» ، قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَامَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ السَّكْسَكِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعْتُ

(1/396)

مُعَاذًا، يَقُولُ: هُمْ بِالشَّامِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، حَدَّثَنِي، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا، يَقُولُ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ.هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ224 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجَرِيرِيُّ، أَنَّ مُطَرِّفًا، قَالَ: قَالَ عِمَرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أَمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، أَوْ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَفَارَقَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» ، أَوْ قَالَ: «حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ، قَالَ: وَقَالَ: «نَظَرْتُ فِي هَذِهِ الْعِصَابَةِ، فَوَجَدْتُهُمْ أَهْلَ الشَّامِ» .

(1/397)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ225 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّينَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا تَسُبَّ أَهْلَ الشَّامِ، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ» .هَذَا حَدِيثٌ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ226 - أَخْبَرَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ،

(1/398)

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي بَايَعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى أَنْ أُقَاتِلَ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ: أَفْتَانِي جُنْدَبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا أُرِيدُ ذَلِكَ، مَا أَسْتَفْتِيكَ إِلَّا لِنَفْسِي، قَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ.قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنِّي؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا حَرُورًا، وَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا بِقَاتِلِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: فِيمَ قَتَلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: فِي مُلْكِ فِلَانٍ، فَاتَّقِ لَا تَكُونُ ذَلِكَ الرَّجُلَ "

(1/399)

بَابٌ: فِي ذِكْرِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَبَنِي حُذَيْفَةَ، وَبَنِي ثَقِيفٍ227 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ: بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ ".هَذَا حدَيِثٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْ

(1/400)

مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيِّ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ228 - أَخْبَرَنَا شَيْرَوَيْهِ بْنِ شَهْرَدَارَ بْنِ شَيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، عَنْ بَجَالَةَ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: " قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَبْغَضُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ الْأَحْيَاءَ: بَنِي أُمَيَّةَ، وَبَنِي حَنِيفَةَ، وَبَنِي ثَقِيفٍ ".هَذَا حَدِيثٌ مَنْكَرٌ، قَالَ الدُّورِيُّ: عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرِ لَا يُشْتَغَلُ بِهِ، وَلَا بِرِوَايَتِهِ، فَإِنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، ذَاهِبُ الْحَدِيثِ229 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ

(1/401)

جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَّاكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَخْبَرَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْهِلَالِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبْدٍ، أَوْ عَبْدِ بْنِ بَجَالَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: " حَدَّثَنِي عَنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَنُو أُمَيْةَ، وَثَقِيفٌ، وَبَنُو حَنِيفَةَ ".قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ مَجْهُولٌ230 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1/402)

مِسْكِينٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ أُمِّ سَالِمٍ، وَهِيَ جَدَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ حُمْرَانَ بْنِ جَابِرٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَفْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «وَيْلٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» .هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ: عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَنَفِيُّ، فَخَالَفَ فِيهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ231 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَنَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّهِ أَمِّ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ سُلْمَى بْنِ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِبَنِي أُمَيَّةَ: «وَيْلٌ لَهُمْ مِنْ فُلَانٍ» .هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ مُضْطَرِبٌ

(1/403)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ232 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَمُزَيْنَةُ، وَجُهَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ مَوَالِي، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ.فَبَنُوا أُمَيَّةَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، مِنْهُمْ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَمَّةُ عُثْمَانَ أُخْتُ عَفَّانَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَأَبُو سُفْيَانَ

(1/404)

صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَوْلَادُهُ: مُعَاوِيَةُ، وَيَزِيدُ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، وَغَيْرُهُمْ233 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُمْ هَدِيَّةٌ، فَقَالَ: «أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ كَانَ هَدِيَّةً، فَإِنَّمَا يُبْتَغَى بِهَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَتْ صَدَقَةً فَإِنَّمَا يُبْتَغَى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .قَالُوا: لَا بَلْ هَدِيَّةٌ، فَقَبِلَهَا مِنْهُمْ، وَقَعَدَ مَعَهُمْ، يَسْأَلُهُمْ وَيَسْأَلُونَهُ، حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ مَعَ الْعَصْرِ334 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ

(1/405)

بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ خُشَيْشُ بْنُ أَصْرَمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ» .هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ حَسَنٌ عَزِيزٌ.وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا مِنْ بَنِي ثَقِيفٍ، مِنْهُمْ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعَبْةَ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو ثَابِتٍ أَيْمَنُ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، وَالسَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ

(1/406)

الثَّقَفِيُّ، وَسُفْيَانُ وَوَهْبُ ابْنَا قَيْسٍ الثَّقَفَيَّانِ، وَسُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ رَبِيعَةَ الثَّقَفِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ عَامِرٍ الثَّقَفِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ عُثَمَانَ الثَّقَفِيُّ، وَخَفَّافُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَهْدَلَةَ الثَّقَفِيُّ، وَرَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الثَّقَفِيُّ، وَمَسْعُودٌ، وَرَبِيعَةُ، وَحَبِيبٌ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ الثّقَفِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَابْنُهُ أَبُو مُلَيْحٍ، والْعَلَاءُ بْنُ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، وَعِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، وَغَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ، وَقُدَامَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الثَّقَفِيُّ، وَكَرْدَمُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، وَكَرْدَمُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الثَّقَفِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو زُهَيْرٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، وَطُرَيْحُ بْنُ

(1/407)

سَعِيدِ بْنِ عُقْبَةَ الثَّقَفِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.وَأَمَّا بَنُو حَنِيفَةَ: فَمِنْهُمْ: مَرَارَةُ بْنُ سُلْمَى الْحَنَفِيُّ، وَابْنُهُ مُجَّاعَةُ، وَقَيْسُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ

(1/408)

بَابٌ: فِي خِلَافَةِ بَنِي أُمَيَّةَ235 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا جِبْرِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيْوَيْهِ بْنُ بُنْدَارَ النَّخَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَلْبِثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَطْلُعَ، فَكُلَمَّا طَلَعَ مِنَ الْجَوْرِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْعَدِلِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ الرَّجُلُ فِي الْجَوْرِ فَلَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ، ثُمَّ يَأْتِي اللَّهُ بِالْعَدْلِ، فَكُلَّمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَدْلِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْجَوْرِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ الرَّجُلُ فِي الْعَدْلِ فَلَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أَهْلُ الْجَوْرِ؟ قَالَ: «هَؤُلَاءِ بَنُو عَمِّنَا» ، يَعْنِي: بَنِي أُمَيَّةَ، الَّذِينَ بُسِطَتْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أَهْلُ الْعَدْلِ؟ قَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ» .هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنِ طَهْمَانَ.قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُرِئَ عَلَى الْعَبَّاسِ الدُّورِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ

(1/409)

مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ ضَعِيفٌ236 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْمَالِكِيُّ الْأَبْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ، بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّنْجِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ بَنِي الْحَكَمِ، أَوْ بَنِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ» ، قَالَ: فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ.وَالزَّنْجِيُّ، هَذَا هُوَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، أَصْلُهُ مِنَ

(1/410)

الشَّامِ، وَالزَّنْجِيُّ لَقَبُهُ، كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ237 - أَخْبَرَنَا شَيْرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ بْنِ شَيْرَوَيْهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيَرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَرْقَوْنَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَيَنْزِلُونَ، فَأَصْبَحَ كَالْمُغَيَّظِ، أَوْ كَالْمُقْبَضِ، شَكَّ أَبُو يَعْلَى، فَقَالَ: «مَا لِي رَأَيْتُ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ» .

(1/411)

هَذَا حَدِيثٌ لَا يُرْجَعُ مِنْهُ إِلَى صِحَّةٍ، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ الزَّنْجِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ، سَأَلْتُ الْإِمَامَ أَبَا الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيَّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْحِيرِيِّ، فَقَالَ: كَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ238 - وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَأُنْزِلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] ".هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَذَكَرَ الشَّاذَكُونِيَّ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعَ إِلَّا أَنَّهُ يَكْذِبُ وَيَضَعُ الْحَدِيثَ.وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَضْرَمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ؟ فَقَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ،

(1/412)

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ، وَذَكَرَ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الشَّاذَكُونِيَّ، فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي أَضْعَفُ مِنْ كُلِّ ضَعِيفٍ239 - أَخْبَرَنَا شَيْرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّيْحَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مَنَابِرِ الْأَرْضِ، وَسَيَمْلِكُونَكُمْ، فَتَجِدُونَهُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ بَعْدِي، لَا يُنَاوِئُهُمْ أَحَدٌ إِلَّا نَطَحُوهُ، فَانْتَظِرُوا بِهِمْ تَخْتَلِفْ أَسْيَافُهُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ أَسْيَافُهُمْ فَلَا يَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِهَا، لَا يَرْتَقُونَ فَتْقًا إِلَّا فَتَقَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَشَدَّ مِنْهُ حَتَّى يُخْرِجَ مَهْدِيًّا» ، قَالَ: فَاهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرُؤْيَا أُورِيَ فِي الْمَنَامِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا

(1/413)

جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} [الإسراء: 60] ، إِلَّا لِيَعْمَهُوا، قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ الْآيَةَ.هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ؟ فَقَالَ: هُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى، فَقَالَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، فَقِيلَ لَهُ: فَمَا حَالُهُ؟ فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَفِي خِلَافِ ذَلِكَ240 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، قَالَ:

(1/414)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ، كُلَمَّا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَيْسَ كَائِنٌ بَعْدِي نَبِيٌّ فِيكُمْ» ، فَقَالَ: فَمَا يَكُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَكُونُ خُلَفَاءُ» ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «فَأَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِي عَلَيْهِمْ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.وَاعْلَمْ يَا أَخِي، أَنَّ أَوَّلَ خَلِيفَةٍ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ خَتَنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتَيْهِ: أُمِّ كُلْثُومٍ، وَرُقَيَّةَ، وَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ.أُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا أَمُّ حَكِيمٍ، وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.

(1/415)

وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، كَثِيرَ اللِّحْيَةِ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَكَانَ قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ، قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَظْلُومًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقِيلَ: يَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلِيَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً241 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي حَمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عُلَيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ ابْنَيْ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ، كَاشِفًا عَنْ سَاقَيْهِ، أَوْ عَنْ فَخْذِهِ، فَاسْتَأَذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ، وَاسْتَأَذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأَذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ،

(1/416)

فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟ فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ.ثُمَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ ابْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ: هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.خِلَافَتُهُ: تِسْعَةَ عَشَرَ سَنَةً، وَثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ يَومًا، مَاتَ بِدِمَشْقَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ، عَلَى رَأْسِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً وَأَشْهُرًا242 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الْوَكِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/417)

هُشَيْمُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ ثَابِتِ البَنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غَيْرَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، لَا أَرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا يُقْبِلُ إِلَيَّ عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ حَشْوُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ، فَأَقُولُ: مُعَاوِيَةُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: أَيْنَ كُنْتَ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا؟ فَيَقُولُ: فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي، أُنَاجِيهِ وَيُنَاجِينِي، وَأُحَيِّيهِ وَيُحَيِّينِي، وَيَقُولُ: هَذَا عِوَضُ مَا كُنْتَ تُشْتَمُ فِي دَارِ الدُّنْيَا ".

(1/418)

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ.ثُمَّ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: كُنْيَتُهُ أَبُو خَالِدٍ، وَأَيَّامُ خِلَافَتِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، مَاتَ بِالشَّامِ وَدُفِنَ بِدِمَشْقَ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ243 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَتِيقِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

(1/419)

جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي وَأَبْنَائِهِمْ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ244 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللُّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، بِجُوَارِ الرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عُقَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِرَارُ بْنُ الْمِجْشَرِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَاجًّا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «قَدْ بَايَعْنَا يَزِيدَ فَبَايِعُوهُ» .هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ هِشَامٍ245 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكَّيِّ الْكُشْمِيهَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَرْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُليَمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،

(1/420)

قَالَ: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يُنْصَبَ لَهُ الْقِتَالُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا246 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ بُنْجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الزَّعْفَرَانِيُّ الْوَاسِطِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: «مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ سَتِّينَ، فَاسْتَخْلَفَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، فَبَايَعَ النَّاسُ عَلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ أَهْلُ الشَّامِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ غَيْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ

(1/421)

عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ»247 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَالٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ الْحُمَيْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ الْحِزَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْغَازِي بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُمَرَ الْجُرَشِيِّ، قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَعِنْدَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِدِمَشْقَ إِذَا أَقْبَلَ زُحَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمُذْحِجِيُّ حَتَّى دَخَلَ عَلَى يَزِيدَ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ: " وَيْلَكَ، مَا وَرَاءَكَ، وَمَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْشِرْ بِفَتْحِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ، وَرَدَ عَلَيْنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَسِتِّينَ رَجُلًا مِنْ شِيعَتِهِ، فَسِرنَا إِلَيْهِمْ، فَقَتَلْنَاهُمْ، فَدَمِعَتْ عَيْنُ يَزِيدَ، وَقَالَ: «قَدْ كُنْتُ

(1/422)

أَرْضَى مِنْ طَاعَتِكُمْ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ»248 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، وَغَيْرِهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ حَيْنِ أَتَاهُ قَتْلُ الْحُسَيْنِ: «قَدْ كُنْتُ أَرْضَى مِنْ طَاعَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَجَّلَ عَلَيْهِ ابْنُ زِيَادٍ، أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ صَاحِبَهُ، ثُمَّ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى دَفْعِ الْقَتْلِ عَنْهُ إِلَّا بِبَعْضِ عُمْرِي، لَأَحْبَبَتُ أَنْ أَدْفَعَهُ عَنْهُ»249 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدَّنْيَا، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ: «إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى رَأَسِ يَزِيدَ إذْ أَتَى بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ بَكَى، وَسَمِعْتُهُ يَلْعَنُ ابْنَ زِيَادٍ» .ثُمَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: كُنْيَتُهُ أُبِو مَرْوَانَ، وَيُقَالُ: أَبُو يَعْلَى.

(1/423)

وَأَمُّهُ: أَمُّ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ: أُمُّ خَلَفٍ بِنْتُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، مَاتَ بِدِمَشْقَ، وَلَهُ إِحْدَى وَعِشْرَونَ سَنَةً وَشَهْرَانِ، أَيَّامُهُ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ يَوْمًا.ثُمَّ بُويِعَ بَعْدَهُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَكَمِ، وَيُقَالُ: أَبُو الْقَاسِمِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْكِنَانِيَّةُ، بُويِعَ لَهُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ بِالشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، أَيَّامُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، ثُمَّ مَاتَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَتَلَتْهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ خَالِدِ بْنِ يزَيِدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِدِمَشْقَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ.ثُمَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو الْوَلِيدِ، أُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ،

(1/424)

بُويِعَ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، كَانَتْ أَيَّامُ خِلَافَتِهِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الْوَلِيدُ250 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ السِّرَاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَالسَّلَامُ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.

(1/425)

ثُمَّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْعَبَّاسِ: بُويِعَ لَهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، أَيَّامُهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَسَبْعَةُ أَشْهُرٍ، وَعِشْرُونَ يَوْمًا، وَفِي بَقِيَّةِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ بَنَى مَسْجِدَ دِمَشْقَ، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ، وَيُقَالُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ251 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ، كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جُمْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: قَالَ لِيَ الْوَلِيدُ: كَيْفَ أَنْتَ وَالْقُرْآنُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْتِمُهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْتَ؟ قَالَ: وَكَيْفَ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الشُّغُلِ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: «فِي كُلِّ ثَلَاثٍ» ، قَالَ عَلِيٌّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، فَقَالَ: " كَانَ يَخْتِمُ فِي شَهْرِ

(1/426)

رَمَضَانَ سَبْعَ عَشْرَةَ خَتْمَةً.ثُمَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو أَيُّوبَ، أُمُّهُ أُمُّ الْوَلِيدِ، كَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَتِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، مَاتَ بِالشَّامِ وَلَهُ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً.ثُمَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو حَفْصٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، كَانَتْ أَيَّامُ خِلَافَتِهِ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ، وَثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا.مَاتَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ بِالشَّامِ مِنْ أَرْضِ حِمْصَ، الْخَامِسَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَكَانَ لَهُ تِسْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ252 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ السُّنِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: صَلَّيْتُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: يَا جَارِيَةُ، «هَلُمِّي لِي وُضُوءًا، مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا» ، يَعْنِي: عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ،

(1/427)

قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ.ثُمَّ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، كُنْيَتُهُ أَبُو خَالِدٍ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، كَانَتْ خِلَافَتُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَيَوْمًا، وَمَاتَ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَيُقَالُ: أَرْبَعٌ، وَفِي سَنَةِ اثْنَتْيَنِ وَمِائَةٍ قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَذَّبِ.ثُمَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْوَلِيدِ، وَأُمُّهُ أَمُّ هَاشِمٍ عَائِشَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، بُويِعَ لَهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ حِينَ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَيَّامُ خِلَافَتِهِ تِسْعَةَ عَشَرَ سَنَةً، وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَسَبْعَةُ أَيَّامٍ، مَاتَ بِالرَّصَافَةِ، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً، وَيُقَالُ: سِتَّةٌ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.ثُمَّ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ،

(1/428)

وَبَعَثَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَلَدَتْ لَهُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَالَ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ: أَنَا ابْنُ كِسْرَى، وَأَبِي مَرْوَانُ وَقَيْصَرُ جَدِّي، وَجَدِّي خَاقَانُ أَيَّامُهُ شَهْرَانِ وَتِسْعَةُ أَيَّامٍ، مَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَيُقَالُ: اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَنَبَشَهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَصَلَبَهُ.ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو إِسْحَاقَ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، أَيَّامُهُ شَهْرَانِ وَأَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا.خَلَعَ نَفْسَهُ وَهَرَبَ

(1/429)

بَابُ: الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ253 - أَخْبَرَنَا أَبِي، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَمَدَوَيْهِ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَهَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَيٍّ، عَنْ ذِي مُخْبَرِ بْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرٍ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ، وَسَيَعُودُ إِلَيْهِمْ»

(1/430)

254 - أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ ذِي مُخْبَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرٍ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمْ، فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ، وَسَيَعُودُ إِلَيْهِمْ» .هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، شَبِيهٌ بِالْبَاطِلِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ضَعِيفَانِ فِي الْحَدِيثِ

(1/431)

فِي خِلَافِ ذَلِكَ255 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحُسَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ فِي النَّاسِ اثْنَانِ، وَيَقُولُ بِأَصْبُعَيْهِ هَكَذَا اثْنَانِ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ256 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُورِ، بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ الْحَرْبِيُّ السُّكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/432)

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُمْ عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ، أَنَّهُ يَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ.ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تَضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ257 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرُّويَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عُلَيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ:

(1/433)

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا، عَنْ قُتَيْبَةَ

(1/434)

بَابٌ: فِي خِلَافَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ258 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْأَهْوَازِيُّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانُ بَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِثْلَ هَذَا الْفَتْحِ؟ قَالَ: وَمَا لِي لَا أَبْكِي، وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا مِنْ نَارٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِذَا أَقْبَلَتْ رَايَاتُ وَلَدِ الْعَبَّاسِ مِنْ عِقَابِ خُرَاسَانَ جَاءُوا بِنَعْيِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ سَارَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ، لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

(1/435)

هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍفِي خِلَافِ ذَلِكَ259 - أَخْبَرَنَا شَيْرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ بْنِ شَيْرَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمُّدٍ الْقَفَّالِ، بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرْشِيدٍ، قَوْلَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ الْقَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا

(1/436)

حَازِمٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءَ، كُلَمَّا مَاتَ نَبِيٌّ، خَلَفَهُ آخَرُ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَكِنْ يَكُونُ خُلَفَاءُ، وَيَكْثُرُ» ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمُ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَنِ اسْتِرْعَائِهِمْ» .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَيَاهُ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ260 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفُ الْخَطِيبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(1/437)

الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِلْعَبَّاسٍ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ» ، قَالَ: فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ، فَأَلْبَسَ الْعَبَّاسَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهُمَّ اخَلُفْهُ فِي وَلَدِهِ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ261 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ،  قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خُبَابٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ هِيَ لَنَا أَهْلِ الْبَيْتِ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَمْ نَكْتُبُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ  

 بَابٌ: آخَرُ

 262 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ الْحَافِظُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «كَمَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، كَذَلِكَ عَلِيٌّ وَذُرِّيَتُهُ يَخْتِمِونَ الْأَوْصِيَاءَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ» .هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ سِوَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ، هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى الرَّفْضِ  فِي خِلَافِ ذَلِكَ

 263 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ نُجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ ببِغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَجَّاجِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِبٌ، إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ، فَإِذَا هُوَ بِالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ» ،  قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ بِي فَتَحَ هَذَا الْأَمْرَ، وَسَيَخْتِمُهُ بِغُلَامٍ مِنْ وَلَدِكَ، وَيَمْلَؤُهَا عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَهُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ

264 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَمِّ، أَلَا أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَ هَذَا الْأَمْرَ بِي، وَيُختِمُّهُ بِوَلَدِكَ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا

 

 265 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَمْوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ التَّمَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ السَّامِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَبَّاسِ، وَهُوَ نَائِمٌ، فَحَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ، قَبَضَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: «يَا عَمِّ، بِي  خُتِمَتِ النُّبُوَّةُ، وَبِوَلَدِكَ تُخْتَمُ الْخِلَافَةُ» .هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَلَمْ يَقُلْ بِي قُطِعَتْ، فَإِنَّ النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةَ لَا يَنْقَطِعَانِ أَبَدًا

بَابٌ: فِي فَضَائِلِ الشَّافِعِيِّ

 266 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَرْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهُ الْجُوَيْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللُّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ، يُقَالُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَضَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ، ويَكَونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو حَنِيفَةَ، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي ".هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَ بِهِ، وَلَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ رَوَاهُ.وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوبَارِيِّ , أَوْ مِنْ مَوْضُوعَاتِ مَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ السّلمِيِّ , وَأَحْمَدُ وَمَأْمُونُ كِلاهُمَا كَذَّابَانِ وَضَّاعَانِ خَبِيثَانِ

267 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينِيُّ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ يُهِنْهُ اللَّهُ تَعَالَى» .هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْكِبَارِ، عَنِ الصِّغَارِ، وَاللَّيْثُ أَكْبَرُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَأَقْدَمُ مَوْتًا، فَكَيْفَ إِذًا رُوِيَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ! عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَاسْمُ ابْنِ الْهَادِ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ،  وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ أَيْضًا مَدَيْنِيٌّ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَكْبَرُ سِنًّا مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَالشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ قُرَشِيًّا، هَاشِمِيًّا، مُطَّلِبِيًّا.وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَافِعِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَلَّابِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ.وَهُوَ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ، وَفَخْرُ الْأَئِمَّةِ، سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَدَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَمُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزَّنْدِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمِّلِ الْمَخْزُومِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ، وَيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ، وَهِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، وَيَحْيَى بْنِ  حَسَّانٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ.حَدَّثَ عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمْ

 268 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ، يَقُولُ: " الْأَئِمَّةُ فِي زَمَانِنَا: الشَّافِعِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ "

 269 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ اللَّيْثِيُّ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: " مَنَّ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِمْ: الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: فَجَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا فِي الْقُرْآنِ، وَلَوْلَاهُ لَكَفَرَ النَّاسُ، وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ: فَتَفَقَّهَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدٍ: فَفَسَّرَ لَهُمْ غَرِيبَ الْحَدِيثِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ، لَاقْتَحَمَ النَّاسُ فِي الْخَطَأِ، وَأَمَّا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ، فَنَفَى الْكَذِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيَّنَ الصَّادِقَ وَالْكَاذِبَ "

 270 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمَصِّيصِيِّ، وَأَصْلُهُ حَاضِرٌ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ شَيْخٌ صَالِحٌ بِإِذْنِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيَّ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَفَقَّهْتُ عَلَى مَذَاهِبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِمَذْهَبِ مُحَمَّدِ بْنِ إْدِرِيسَ الشَّافِعِيِّ؛ فَإِنَّهُ نَفَى الشُّبَهَ عَنِّي "

271 - أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَلِيٍّ، بِبَغْدَادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُظَفَّرِ هَنَّادَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ وَاثِقٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الصَّالِحِينَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ بَعْضَ الصَّالِحِينَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، قُلْتُ: مَنْ وَجَدْتَ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: أَصْحَابَ الشَّافِعِيِّ؟ قُلْتُ: فَأَيْنَ أَصْحَابُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: سَأَلْتَنِي عَنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَا سَأَلْتَنِي عَنْ أَعْلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَصْحَابُ أَحْمَدَ أَعْلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ "

 272 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا  أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَنْدَلُسِيَّ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَارُودِ الرَّقِّيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللُّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ؟ فَقَالَ لِي: «مَنْ أَرَادَ مَحَبَّتِي وَسُنَّتِي، فَعَلَيْهِ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ الْمُطَّلِبِيِّ، فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ»

  بَابٌ: فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ

 273 - أَخْبَرَنَا بُنْدَارُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْيَارٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمَشَادَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ كَرَّامٍ، يُحْيِي السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ، هِجْرَتُهُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَهِجْرَتِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ".  هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ، وَحَالُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمَشَادَ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ يَقَعَ فِيهَا الرِّيبَةُ، أَوْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا الشُّبَهُ.سَمِعْتُ بُنْدَارَ بْنَ مُوسَى بْنِ بُنْدَارٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مِهْيَارٍ، يَقُولُ: إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمَشَادَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ، يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى مَذْهَبِ الْكَرَّامِيَّةَ، خَذَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَلَهُ كِتَابٌ مُصَنَّفٌ فِي فَضَائِلِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ، كُلُّهُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعِصْمَةَ مِنَ الزَّلَلِ، وَالتَّوْفِيقَ لِصَالِحِ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِفِي خِلَافِ ذَلِكَ274 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ التَّاجِرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدُ الْمُسْتَمْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عِيسَى، أَخْبَرَنَا الشَّاهُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ:  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِكِرْدَوْسَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " لَمْ تَعْرُجْ كَلِمَةٌ إِلَى السَّمَاءِ أَعْظَمُ وَلَا أَخْبَثُ مِنْ ثَلَاثٍ: أَوَّلُهُنَّ قَوْلُ فِرْعَونَ، حَيْثُ قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى، وَالثَّانِيَةُ: قَوْلُ بِشْرٍ الْمِرِّيسِيِّ، حَيْثُ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، وَالثَّالِثَةُ: قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ، حَيْثُ قَالَ: الْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الْإِيمَانِ ".وَاعْلَمْ يَا أَخِي، وَفَّقَكَ اللَّهُ لِلْخَيْرَاتِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ كَرَّامٍ، كَانَ مِنْ نَوَاحِي سِجِسْتَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: الْحَرْوَى، وَكَانَ يَتَعَبَّدُ وَيُظْهِرُ الزُّهْدَ وَالتَّقَشُّفَ، وَالتَّخَلِّي وَالتَّقَلُّلَ، وَذَلِكَ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الْيَوْمِ حَيْثُ كَانُوا مِنْ أَرْضِ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ، وَأَكْثَرُ ظُهُورِهِمْ بِنَيْسَابُورَ وَأَعْمَالِهَا، وَبِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ قَدْ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ، مَالَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الْعَامَّةِ لِاجْتِهَادِهِمْ، وَظَلْفِ عَيْشِهِمْ، وَكَانَ يَقُولُ: الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وَالْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ بِاللِّسَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ الْقَلْبِ، وَعَمَلِ الْأَرْكَانِ، فَمَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، فَهُوَ مُؤْمنٌ حَقًّا، وَإِنِ اعْتَقَدَ بِقَلْبِهِ الْكُفْرَ وَالتَّثْلِيثَ، وَضَيَّعَ جَمِيعَ قَوَانِينِ الشَّرِيعَةِ وَتَرَكَهَا، وَأَتَى كُلَّ فَاحِشَةٍ وَكَبِيرَةٍ وَارْتَكَبَهَا، إِلَّا أَنَّهُ مُقِرٌّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، فَهُوَ مُؤِمِنٌ مُوَحِّدٌ، وَلِيَ اللَّهَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنْ لَا تَضُرُّهُ سَيَّئَةٌ مَعَ إِقْرَارِهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، كَمَا لَا تَنْفَعُهُ سُنَّةٌ مَعَ إِظْهَارِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَزِمَهُمْ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ مُؤْمِنُونَ حَقًّا، وَقَدْ أَكْذَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي غَيْرِ مَوْضُوعٍ  مِنْ كِتَابِهِ، وَحَقَّقَ أَنَّهُ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا، وَذَكَرَ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145] ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْمَنْصُوصِ الْوَارِدِ فِيهِمْ.وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ: تُسَمَّى الْمُهَاجِرِيَّةُ، تَقُولُ بِالتَّجْسِيمِ، وَأَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ لَا كَالْأَجْسَامِ، وَتَقُولُ: إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ يَجُوزُ مِنْهُمْ كَبَائِرُ الْمَعَاصِي كُلُّهَا إِلَّا الْكَذِبَ فِي الْبَلَاغِ، لَا يَسْتَثْنُونَ زِنًا، وَلَا سَرِقَةَ، وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ.وَقَالُوا: لَا يُوصَفُ اللَّهُ بِالْقُدْرَةِ عَلَى غَيْرِ مَا فَعَلَ، وَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِفْنَاءِ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ، حَتَّى يَبْقَى وَحْدَهُ كَمَا لَمْ يَزَلْ.وَيُجَوِّزُونَ كَوْنَ إِمَامَيْنِ وَأَكْثَرَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَلَهُمْ حَمَاقَاتٌ غَيْرَ ذَلِكَ لَا يَسْتَحِلُّ الْمُسْلِمُ التَّلَفُّظَ بِهَا، فَصَارَ لَهُ تَبَعٌ كَثِيرٌ، وَجَمْعٌ كَبِيرٌ، فَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَمِيرِ سِجِسْتَانَ، فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ، وَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ، فَجَاءَ لَابِسًا مُسَبِّحًا مُعَلِّقًا سِبْحَةً بِيَدِهِ مَعَهُ أَصْحَابُهُ، عَلَيْهِمُ الْبَرَانِسُ، فَفَاوَضَهُ فَوَجَدَهُ مُبْتَدِعًا ضَالًّا، فَقَالَ لِوُزَرَائِهِ: مَا أَعْمَلُ فِي بَابِهِ؟ فَأشَارُوا بِقَتْلِهِ، قَالَ: لَسْتُ أَرَى ذَلِكَ، إِنَّهُ شَهَّرَ نَفْسَهُ بِالزُّهْدِ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ يُحَدَّثَ عَنِّي: أَنِّي قَتَلْتُ زَاهِدًا.قَالُوا: مَا الرَّأْيُ لِلْأَمِيرِ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَرَى أَنْ أَنْفِيَهُ مِنْ هَذَا الْإِقْلِيمِ، وَأُطَهِّرَ مَمْلَكَتِي مِنْهُ وَمِنْ أَصْحَابِهِ، وَيَتَوَلَّى قَتْلَهُ غَيْرِي، فَعَزَمَ عَلَيْهِ عَزِيمَةً أَنْ لَا يُقِيمَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ مَمْلَكَتِهِ، وَأَنَّهُ مَتَى رُؤِيَ فِي مَوْضِعٍ مِنْ بِلَادِهِ عَابِرُ سَبِيلٍ، فَقَدْ أَهْدَرَ دَمَهُ،  فَخَرَجَ مِنْ نَاحِيَةِ سِجِسْتَانَ بِأَصْحَابِهِ، وَامْتَدَّ إِلَى أَرْضِ نَيْسَابُورَ، فَاسْتَقْبَلَهُ أَهْلُهَا بِالرَّحْبِ، وَتَمَسَّحُوا بِهِ، وَقَبِلُوهُ أَحْسَنَ قَبُولٍ، عَظُمَتِ الْفِتْنَةُ عَلَى الْخَاصَّةِ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ، وَأَعْيَاهُمْ أَمْرُهُ، فَاجْتَمَعُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَ شَيْخَ الْوَقْتِ غَيْرَ مُدَافِعٍ، وَإِمَامًا فِي سَائِرِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ، وَكَانَ السَّامَّانِيُّ مَلِكَ الشَّرْقِ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ: إِمَامُ الْأَئِمَّةِ وَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَحِينَ اسْتَفْحَلَ أَمْرُ ابْنِ كَرَّامٍ، وَانْتَشَرَ قَوْلُهُ فِي أَعْمَالِ نَيْسَابُورَ، كَاتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلْطَانَ، وَأَنَّ الْبَلِيَّةَ قَدْ عَظُمَتْ عَلَى الْعَامَّةِ بِهَذَا الرَّجُلِ، وَأَمْرُهُ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ انْتِشَارًا، فَكَتَبَ السُّلْطَانُ إِلَى نَائِبِهِ بِنَيْسَابُورَ: أَنْ يَمْتَثِلَ جَمِيعَ مَا يَأْمُرُهُ بِهِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَا يُخَالِفُهُ فِي شَيْءٍ يُشِيرُ إِلَيْهِ، فَجَمَعَ أَهْلَ الْعِلْمِ وَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَوا: لَيْسَ نَجِدُ رَأْيًا أَرْشَدَ مِنْ رَأْيِ الْأَمِيرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ فِي إِخْرَاجِهِ مِنَ النَّاحِيَةِ، فَأَمَرَ الْأَمِيرُ بِإِخْرَاجِهِ، فَخَرَجَ مَعَهُ مِنْ أَمَاثِلَ نَيْسَابُورَ خَلْقٌ كَثِيرٌ، قِيلَ: ثَمَانِ مِائَةٍ كَنِسِيَّةٍ مِنْ جَلَّةِ النَّاسِ غَيْرَ التُّبَعِ، وَامْتَدَّ عَلَى حَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَسَكَنَ هُنَاكَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَبِهَا قَبْرُهُ، يُقْصَدُ وَيُزَارُ مِنْ خُرَاسَانَ، وَغَيْرِهَا

 275 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ  الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَاشَانِيَّ، يَقُولُ: حَضَرْتُ عَلَى ابْنِ عِيسَى وَذُكِرَ عِنْدَهُ مِنْ كَلَامِ الْكَرَّامِيَّةِ شَيْءٌ، فَقَالَ: «اسْكُتُوا، لَا تُنَجِّسُوا مَسْجِدِي»

 276 - سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّوْرَقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ مَنْصُورَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَحْمَشِيَّ الْأَدِيبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّيَ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَجَلِيَّ، يَقُولُونَ: «الْكَرَّامِيَّةُ كُفَّارٌ، يُسْتَتَابُونَ، فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ» ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: صُمَّتْ أُذُنَايَ، إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ

---------------------
 
 في فبراير 13, 2024
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest



ليست هناك تعليقات:




إرسال تعليق





رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية


الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)


قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ)

قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ ) الرابط...




كتب العلل والسؤالات الحديثثية
كتب العلل والسؤلات الحديثية الرئيسية أقسام الكتب قائمة الكتب سؤالات ابن الجنيد [ يحيى بن معين ] الكتاب: سؤالات ابن الجنيد لأبي زكريا يحيى ب...



قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ)
قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ ) الرابط...



الي الدكتورة عائشة عصام الدين
العلل والسؤالات لأحمد بن حنبل رواية ابن ----. https://alellwalsaalat.blogspot.com/2024/02/1-583.html كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحم...







إجمالي مرات مشاهدة الصفحة ابودي








0 3
1 0
2 0
3 20
4 10
5 5
6 0
7 3
8 3
9 0
10 15
11 3
12 0
13 3
14 35
15 0
16 0
17 8
18 0
19 0
20 3
21 8
22 3
23 8
24 0
25 3
26 0
27 78
28 3
29 8

3,027


أرشيف المدونة الإلكترونية


2024 (281) ▼ فبراير 2024 (275) الجزء الرابع{ج4.} من كتاب أطراف الغرائب {من 3473 -...
أطراف الغرائب والأفراد {الكني من 4494.الي 6400.}[ا...
ج1.كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير { الأ...
ج2.وج3.{كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ...
ج4وج5.وج6.{الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهيرمن ...
ج7وج8وج9.[الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير كِ...
المكتبة العربية
الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث
(الْحُجَّةُ بِضَعْفِ حَدِيثِ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَي...
ا**لجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث{بونط رائع}
ضعف حديث الحجة بضعف حديث من صلى ركعتين بعد الصبح ف...
ج1...الضعفاء الكبير للعقيلي
ج2. الضعفاء الكبير للعقيلي{ من 210 الي 398.}
ج3.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الْخَاءِ{من 3...
ج4..الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الزَّايِ {من ...
ج5.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الضَّادِ{من 758...
ج6.{الضعفاء الكبير للعقيلي} من باب الغين {من 1474....
ج7.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ النُّونِ {من 1...
معاد ج1. الضعفاء الكبير دون وصف
ج1.كتاب {الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أس...
ج2.الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ال...
ج3. الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ا...
كتاب {العبارة المختصرة في علة حديث إن هذه الحشوش م...
علل المتون الاسانيد للترمذي
ج1.{لعلل الكبير للترمذي ترتيب علل الترمذي الكبير{م...
{من171.حتي 431.} العلل الكبير للترمذي ترتيب علل ال...
{من 432 الي 591.}}[ العلل الكبير للترمذي ترتيب علل...
{من 592 الي717.}ثم بَابٌ جَامِعٌ فِي ذِكْرِ الرِّج...
{من 1. الي 500.}العلل المتناهية في الأحاديث الواهية
{من 1. الي 176.}[ العلل لابن المديني ]
المحتوي
اجزا علل احمد بن حنبل رواية عبد الله
{من 1 الي 1362.}{علل احمد بن حنبل رواية ابنه عب ال...
{من الحديث 1362 الي 3885. }{العلل ومعرفة الرجال ل...
{ من حديث رقم 3886. الي ح رقم 6161.}{الْجُزْء السّ...
{رواية المروزي من 1 الي 583.}العلل ومعرفة الرجال ل...
{رواية صالح والميموني{ من 311 الي583.}[العلل ومعرف...
{من (الدراسة رقم 1./الي الدراسة رقم 339*حديث رقم 3...
{ من}(الدراسة/341 الي ما بعد (الدراسة/356 )} {بغية...
{قسم التحقيق}{بغية النقاد النقلة *{الي حديث (ثلاث ...
{بغية النقاد النقلة}[الجزء الاخير]
عن يحي ابن معين
السنن الكبري للنسائي{5صفحات الاولي}
ج1. الزيادات على الموضوعات{«ذيل اللآلئ المصنوعة» ...
ج2.{كتاب الزيادات على الموضوعات 4 - كتاب فضائل ا...
ج3.[الزيادات على الموضوعات من أول كتاب الطهارة ....
ج4.الزيادات على الموضوعات 14 - كتاب المعاملات...[...
ج5.{الزيادات على الموضوعات من أول كتاب اللباس..الي...
ج6.الزيادات على الموضوعات نسخة أبي هدبة -عن أنس [...
اللهم امين
​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري يهنئه بمناس...
​رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس​ المؤلف خالد ب...
سليم الأول
ر1ور2.​رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري بخصوص ال...
ر3. أوقفوا الحرب .... وانشروا السلام العادل والشا...
ر6. ور 7. ​رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يدع...
ج1.ظلال الجنة من{السنة للحافظ أبى بكر عمرو بن أبي ...
ج1. أول رياض الصالحين{الأحاديث من 1501 إلى النهاية...
ج1.السيرة النبوية من {صفحة رقم 5. الي صفحة رقم -10...
قيام شهر رمضان تحقيق الشيخ الألباني
قصص الانبياء تحقيق الشيخ الالباني{ج1 الانبياء في ا...
ج2. القصص في القرآن الكريم
ج.النبوة والأنبياء في القرآن والسنة
ج5.النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام
ج7. النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلا...
ج8.النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام...
ج9.النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام...
ج10.تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة وا...
ج11.تكشيف قصص الانبياء
ج1.صفة صلاة النبي {صلي الله عليه وسلم}من{ صفحة رقم...
ج2. صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم {{من صفحة 11...
ج3. صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم {من صفحة ا...
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد...
تخريجات الالباني علي رياض الصالحين للنووي من حديث ...
ج1.صحيح الادب المفرد من حدبث 1 الي حديث 500.ت الال...
ج2. صحيح الأدب المفرد{الأحاديث من 501 إلى 1000 }
ج3.صحيح الادب المفرد تجقيق الألباني{الأحاديث من 10...
ج1 الترغيب والترهيب تحقيق الالباني {من 1 الي 500} ...
ج2 الترغيب والترهيب{الأحاديث من 501 إلى 1000.} الض...
الترغيب والترهيب الضعيفة من {1001 الي 1500.} تحقي...
ضعيف الترغيب والترهيب للمنذري تحقيق الالباني{من 15...
ضعيف الترغيب من {الأحاديث من 2001 إلى النهاية} تحق...
ج1.آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني من صفحة {...
ج2. آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني من صفحة ...
ج1. السلسلة الضعية للالباني من 1 الي 100.
ج2.السلسلة الضعيفة للالباني من 101 الي 200.
ج3.السلسلة الضعيفة { من 201 الي 300.}
ج4.السلسلة الضعيفة للشيخ الالباني من {الأحاديث من...
ج8..السلسلة الضعيفة للالباني { من الأحاديث من 701...
ج6.السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 501 إلى 6...
ج7. السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 601 إلى ...
ج7. السلسلة الضعيفة للالباني {من 601 الي 700.}
ج 8..السلسلة الضعيفة للالباني من {الأحاديث من 701 ...
ج5. السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 401 إلى ...
ج9.السلسلة الضعيفة للالباني{ج9. الأحاديث من 801 إل...
ج10.السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 901 إلى ...
ج11. السلسلة الضعبفة للالباني {من الأحاديث من 1001...
ج12. السلسلة الضعيفة للالباني الأحاديث من 1101 إلى...
ج1.صحيح السيرة النبوية{من صفحة 5 الي صفحة 130}
ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألبان... سبتمبر 2024 (6)


وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم



22.تنسيق الثلاثة اجزاء



مختارات من العلل والسؤالات





الجزء الرابع{ج4.} من كتاب أطراف الغرائب. /كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ... /الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث /ضعف حديث الحجة بضعف حديث من صلى ركعتين بعد الصبح /الضعفاء الكبير للعقيلي /الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته /علل المتون الاسانيد للترمذي /العلل الكبير للترمذي ترتيب علل الترمذي الكبيرلعلل المتناهية في الأحاديث الواهية /العلل لابن المديني /علل احمد بن حنبل رواية ابنه.. /العلل ومعرفة الرجال ل..للترمذي. /عن يحي ابن معين /السنن الكبري للنسائي /الزيادات على الموضوعات.{ ذيل اللآلئ المصنوعة} /رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس​ المؤلف خالد /أول رياض الصالحين{الأحاديث من 1501 إلى النهاية... /قيام شهر رمضان تحقيق الشيخ الألباني /قصص الانبياء تحقيق الشيخ الالباني{ج1 الانبياء /النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام... /تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم /صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم {{من /اللهم إني أسألك بأن لك الحمد /تخريجات الالباني علي رياض الصالحين للنووي /.صحيح الادب المفرد تجقيق الألباني{الأحاديث من 10... / الترغيب والترهيب تحقيق الالباني /.آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني من صفحة {... السلسلة الضعية للالباني /.صحيح السيرة النبوية / باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني


موسوعات ابشيخ الألباني رحمهم الله





موسوعة الشيخ الألباني متعددة اللغات - الإصدار الأول /قاعدة بيانات الشيخ الالبانى‎، تخريج الاحايث من كتب الألباني - للأخ: أحمد أدهم /موسوعة مختارات الألباني الصوتية - الإصدار الأول(صيغة ام بي ثري )/تفريغ سلسلة أخلاق المسلم للشيخ الألباني/تحديث: موسوعة الشيخ الألباني*بي دي اف/اضافة مجموعة مقالات مترجمة إلى الانجليزية للقراءة بموقع أرشيف الألباني


55.الدليل المرقوم لمدونة العلل والسؤالت 55.{* حذف 44.صفحة بواسطة المبرمج}

{المراسيل لابن أبي حاتم} المقدمة+ج من ج1. الي ج5.{...
المراسيل لابن أبي حاتم // من ج6 الي ج10.{من 104. ا...
اخر المراسيل المراسيل لابن أبي حاتم من باب الهاء ...
القصاص والمذكرين
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من ج1 الي ج4.}
ج5وج6.{اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة كتاب...
ج7 الي اخر ج10. اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
ج11.كتاب الجهاد الي كتاب الأحكام والحدود{اللآلىء ا...
اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة من اول كتاب ...
كتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من اول...
كتاب المواريث من اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
{الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة}{{ من حديث ...
العلل لابن المديني{{كتاب الْعِلَل من 1 الي 176.حدي...
كتاب {الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة}{ج1وج2ج3...
كتاب الفوائد المعللة {ج1 وج2.}
كتاب الفردوس بمأثور الخطاب{ من حرف الالف الي اخر ا...
ج2.الفردوس بمأثور الخطاب من -كبَاب الْجِيم الي آخر...
ج3.الفردوس بمأثور الخطاب{من اول حرف بَاب الرَّاء ث...
ج4. الفردوس بمأثور الخطاب {من اول بَاب الطَّاء ث...
ج5.{الفردوس بمأثور الخطاب من اول بَاب الْكَاف حتي...
ج6.{كتاب الفردوس بمأثور الخطاب}{من باب الهاء الي آ...
--------------------------------
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغير...
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
2.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
3.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
.4.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
5. ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
6.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
------------------------------
كتاب أحاديث مختارة من موضوعات الجورقاني وابن الجوز...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة{ المقدمة + الي ج اخر ج6.....
{أحاديث معلة ظاهرها الصحة} من مسند أبى ذر جندب بن ...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة { من مسند سَمُرة بن جُند...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة من مسند عبد الله بن مسعود...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة {من مسند هشام بن عامر رضي...
ج1 . كتاب أطراف الغرائب والأفراد {وهو 5 أجزاءالجزء...
ج2.الجزء الثاني{ أطراف الغرائب والأفراد{ من 630. ا...
الجزء الثالث{ج3.} من كتاب{أطراف الغرائب والأفراد -...
الجزء الرابع{ج4.} من كتاب أطراف الغرائب {من 3473 -...
أطراف الغرائب والأفراد {الكني من 4494.الي 6400.}[ا...
ج1.كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير { الأ...
ج2.وج3.{كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ...
ج4وج5.وج6.{الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهيرمن ...
ج7وج8وج9.[الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير كِ...
المكتبة العربية
الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث
(الْحُجَّةُ بِضَعْفِ حَدِيثِ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَي...
ا**لجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث{بونط رائع}
ضعف حديث الحجة بضعف حديث من صلى ركعتين بعد الصبح ف...
ج1...الضعفاء الكبير للعقيلي
ج2. الضعفاء الكبير للعقيلي{ من 210 الي 398.}
ج3.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الْخَاءِ{من 3...
ج4..الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الزَّايِ {من ...
ج5.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الضَّادِ{من 758...
ج6.{الضعفاء الكبير للعقيلي} من باب الغين {من 1474....
ج7.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ النُّونِ {من 1...
معاد ج1. الضعفاء الكبير دون وصف
ج1.كتاب {الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أس...
ج2.الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ال...
ج3. الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ا...
كتاب {العبارة المختصرة في علة حديث إن هذه الحشوش م...
علل المتون الاسانيد للترمذي
ج1.{لعلل الكبير للترمذي ترتيب علل الترمذي الكبير{م...
{من171.حتي 431.} العلل الكبير للترمذي ترتيب علل ال...
{من 432 الي 591.}}[ العلل الكبير للترمذي ترتيب علل...
{من 592 الي717.}ثم بَابٌ جَامِعٌ فِي ذِكْرِ الرِّج...
{من 1. الي 500.}العلل المتناهية في الأحاديث الواهية
{من 1. الي 176.}[ العلل لابن المديني ]
المحتوي
اجزا علل احمد بن حنبل رواية عبد الله
{من 1 الي 1362.}{علل احمد بن حنبل رواية ابنه عب ال...
{من الحديث 1362 الي 3885. }{العلل ومعرفة الرجال ل...
{ من حديث رقم 3886. الي ح رقم 6161.}{الْجُزْء السّ...
{رواية المروزي من 1 الي 583.}العلل ومعرفة الرجال ل...
{رواية صالح والميموني{ من 311 الي583.}[العلل ومعرف...
{من (الدراسة رقم 1./الي الدراسة رقم 339*حديث رقم 3...
{ من}(الدراسة/341 الي ما بعد (الدراسة/356 )} {بغية...
{قسم التحقيق}{بغية النقاد النقلة *{الي حديث (ثلاث ...
{بغية النقاد النقلة}[الجزء الاخير]
عن يحي ابن معين
السنن الكبري للنسائي{5صفحات الاولي}
ج1. الزيادات على الموضوعات{«ذيل اللآلئ المصنوعة» ...
ج2.{كتاب الزيادات على الموضوعات 4 - كتاب فضائل ا...
ج3.[الزيادات على الموضوعات من أول كتاب الطهارة ....
ج4.الزيادات على الموضوعات 14 - كتاب المعاملات...[...
ج5.{الزيادات على الموضوعات من أول كتاب اللباس..الي...
ج6.الزيادات على الموضوعات نسخة أبي هدبة -عن أنس [...
اللهم امين
​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري يهنئه بمناس...
​رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس​ المؤلف خالد ب...
سليم الأول
ر1ور2.​رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري بخصوص ال...
ر3. أوقفوا الحرب .... وانشروا السلام العادل والشا...
ر6. ور 7. ​رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يدع//**



الرئيسية/ترجمة الشيخ /الكتب /الأشرطة /متفرقات /الجامع لتراث الشيخ الألباني: /تابع لمزيد من التفاصيل. /برنامج مكتبة الشيخ الألباني ( الإصدار الثاني ): /موسوعة الشيخ الألباني متعددة اللغات - الإصدار الأول - اضغط هنا للتحميل. /موسوعة فتاوى الألباني: صوتي - نصي





اللهم صلي علي محمد و آل محمد صلاة تنجنا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات/واتلو: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا 11 مرة والاستغفار 7 مرات يعد صلاة العشاء



1.أدعية قرانية





بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " *رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" *وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" *رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" *سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير" *رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" *رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" *رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" * رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ " رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "* *ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" * رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ" *رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" *رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" *رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" *أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ* وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ" *حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" *رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِين" *رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ" *رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " *رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ" *رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ" *رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" *رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي" *رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" *لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" *رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ" *رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون" *رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" *رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" /رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا " /رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" /رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ" /وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " /رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين " /رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْلى" /رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" /عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ" /رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" / رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ" / رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" / رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" /رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ /رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" /رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" /رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" /رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"


أدعية قرانية



بحث هذه المدونة الإلكترونية









36.مقاومة السحر والسحرة








قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ5]/ كيف يتم ابطال السحر بالقرآن؟ يتم جلب ماء به 7 ورقات من ورق السدر و يجب قراءة الآيات السابقة على الماء /وهذه بعض من الآيات التي تحصن الإنسان من السحر، وإليكم الآيات والأدعية: 1.سورة الفاتحة - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ مع أول خمس آيات من سورة البقرة.مع آية الكرسي قال تعالى{اللَّهُ لا إله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ مع خواتيم سورة البقرة آخر آيتين، من أول:( آمن الرسول ... إلى النهاية. مع قوله تعالى[ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ مع قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ و قوله تعالى[قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ * قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ و المعوذات الثلاثة:[قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ * و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ* كيف يتم ابطال السحر بالقرآن؟ 1.يتم جلب ماء به 7 ورقات من ورق السدر ويجب قراءة الآيات السابقة على الماء ويمكن قراءة أيضًا بعض الأدعية منها: اللهم أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي،/لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، يكرر ثلاث مرات وباسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك، يكرر ثلاث مرات وأعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول “بسم الله” ثلاث مرات ثم يردد سبع مرات7 “أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ثم يقوم المصاب بشرب الماء والاغتسال به ويمكن أن يقوم الراقي /أيضًا بنفث تلك الآيات في رأس المصاب مباشرة ولا ننسى أذكار الصباح والمساء فهي قطعا سبب للشفاء من كل داء إن شاء الله.


البداية والنهاية وورد كاملا



البداية والنهاية لابن كثير كاملة وورد .البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء اس...
2.البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء اس...
3 ج البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ...
4 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ا...
5 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء اس...
6 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء...
7 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ا...
8 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
9 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ا...
10 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
11 البداية والنهاية عماد الدين أبي الفداء ا...
13 البداية والنهاية عماد الدين أبي الفداء اسماعيل...
12 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفد...
14 البداية والنهاية عماد الدين أبي الفداء اسما...
15 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ...
16 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء ا...
17 /1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ال...
2/17 البداية لابن كثير
3/17 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفد...
18/ 1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الف...
2/18 البداية والنهاية
3/18 البداية والنهاية لابن كثير
1/19 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء...
2/19/ البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
2/20.. البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الف...
3/20.. البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الف...
21.. / 1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ال...
21.. / 2 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ال...
21.. / 3البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الف...
23 ./1..البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ال...
2/23 .البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
23// 3.. البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ا...
24//1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ...
2/24 البداية والنهاية - عماد الدين أبي الفداء...
3/24البداية والنهاية - عماد الدين أبي الفداء اسماع...
22//1 . البداية
22//2 . البداية خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاو...
22//3. البداية والنهاية - عماد الدين أبي الفداء...
مدونات مهمة
🆀 خلفيات. معني الحق
بيان مسائل الاختلاف في أحكام الطلاق بين الفققهاء و...
مدونة خلفيات الحائــــــرون الملتاعون هلموا الي رح...
25//1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفد...
2/25. البداية والنهاية
البداية والنهاية 25// 3 .
26//1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
26//2 النهاية والبداية
26//3 البداية والنهاية
27//1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفد...
27//2. البداية والنهاية
27//3.. البداية والنهاية لان كثير
28//1 الكتاب : 28//1 البداية والنهاية تأليف: عما...
—28 //2 البداية والنهاية لابن كثير
28//3..البداية والنهاية
29//1 البداية والنهاية عماد الدين أبي الفداء اسماع...
- 29//2 البداية والنهاية لابن كثير
-29//3 - البداية والنهاية لابن كثير الحافظ
30//1 البداية والنهاية عماد الدين أبي الفداء اسما...
30//2. البداية والنهاية لابن كثير
30 //3...البداية والنهاية لابن كثير الحافظ
31//1 البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
31//2.. للحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
31 /3 البداية والنهاية لابن كثير
32 //1.البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفد...
- 32//2. البداية والنهاية لابن كثير الحافظ
-:33//1 البداية والنهاية لعماد الدين أبي الفداء اس...
33//2 البداية والنهاية لعماد الدين أبي الفداء اسما...
34//1....البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي ال...
34//2 البداية والنهاية لابن كثير--
35//1-البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفدا...
35//2--البداية والنهاية للحافظ ابن كثير فتن اخر ال...
فتن اخر الزمان 36//1--البداية والنهاية عماد الدين ...
الفتن 36//2.- البداية والنهاية عماد الدين أبي ال...
فتن اخر الزمان {37//1} البداية والنهاية عماد الدين...
فتن اخر الزمان {37//2} البداية والنهاية عماد الدين...
اخر الكتاب 38//1-- البداية والنهاية عماد



889.الدليل المقسم للعلل والسؤالات {قبل الاكمال}



الموضوعات للصغاني ويليه { أسامي الضُّعَفَاء والمتر...
;jhf النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير ال...
الموضوعات للصغاني{من 1 الي 145.}/{و أسامي الضُّعَف...
المقدمة + { ج1.الموضوعات لابن الجوزي }
ج2.وج3وج4.{الموضوعات لابن الجوزي الي الْبَاب الرّ...
ج6.الموضوعات لابن الجوزي/{من كتاب ذكر جمَاعَة من ا...
ج7. وما بعده{الموضوعات لابن الجوزي كتاب الْفَضَائِ...
من ج8.وما بعده {الموضوعات لابن الجوزي كتاب الْعِب...
من ج11.{ج11.الي اخر ج 14. الموضوعات لابن الجوزي ...
من ج15.وج16.وج17.{ الموضوعات لابن الجوزي -كتاب الص...
من ج18.الي آخر كتاب النكاح{الموضوعات لابن الجوزي}
من اول ج20. وما يليه {الموضوعات لابن الجوزي من كتا...
{الموضوعات لابن الجوزي } من كتاب كتاب الزِّينَة ال...
الموضوعات لابن الجوزي {من اول كتاب كتاب معاشرة الن...
{المراسيل لابن أبي حاتم} المقدمة+ج من ج1. الي ج5.{...
المراسيل لابن أبي حاتم // من ج6 الي ج10.{من 104. ا...
اخر المراسيل المراسيل لابن أبي حاتم من باب الهاء ...
القصاص والمذكرين
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من ج1 الي ج4.}
ج5وج6.{اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة كتاب...
ج7 الي اخر ج10. اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
ج11.كتاب الجهاد الي كتاب الأحكام والحدود{اللآلىء ا...
اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة من اول كتاب ...
كتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من اول...
كتاب المواريث من اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
{الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة}{{ من حديث ...
العلل لابن المديني{{كتاب الْعِلَل من 1 الي 176.حدي...
كتاب {الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة}{ج1وج2ج3...
كتاب الفوائد المعللة {ج1 وج2.}
كتاب الفردوس بمأثور الخطاب{ من حرف الالف الي اخر ا...
ج2.الفردوس بمأثور الخطاب من -كبَاب الْجِيم الي آخر...
ج3.الفردوس بمأثور الخطاب{من اول حرف بَاب الرَّاء ث...
ج4. الفردوس بمأثور الخطاب {من اول بَاب الطَّاء ث...
ج5.{الفردوس بمأثور الخطاب من اول بَاب الْكَاف حتي...
ج6.{كتاب الفردوس بمأثور الخطاب}{من باب الهاء الي آ...
--------------------------------
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغير...
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
2.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
3.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
.4.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
5. ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
6.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
------------------------------
كتاب أحاديث مختارة من موضوعات الجورقاني وابن الجوز...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة{ المقدمة + الي ج اخر ج6.....
{أحاديث معلة ظاهرها الصحة} من مسند أبى ذر جندب بن ...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة { من مسند سَمُرة بن جُند...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة من مسند عبد الله بن مسعود...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة {من مسند هشام بن عامر رضي...
ج1 . كتاب أطراف الغرائب والأفراد {وهو 5 أجزاءالجزء...
ج2.الجزء الثاني{ أطراف الغرائب والأفراد{ من 630. ا...
الجزء الثالث{ج3.} من كتاب{أطراف الغرائب والأفراد -...
الجزء الرابع{ج4.} من كتاب أطراف الغرائب {من 3473 -...
أطراف الغرائب والأفراد {الكني من 4494.الي 6400.}[ا...
ج1.كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير { الأ...
ج2.وج3.{كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ...
ج4وج5.وج6.{الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهيرمن ...
ج7وج8وج9.[الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير كِ...
المكتبة العربية
الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث
(الْحُجَّةُ بِضَعْفِ حَدِيثِ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَي...
ا**لجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث{بونط رائع}
ضعف حديث الحجة بضعف حديث من صلى ركعتين بعد الصبح ف...
ج1...الضعفاء الكبير للعقيلي
ج2. الضعفاء الكبير للعقيلي{ من 210 الي 398.}
ج3.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الْخَاءِ{من 3...
ج4..الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الزَّايِ {من ...
ج5.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ الضَّادِ{من 758...
ج6.{الضعفاء الكبير للعقيلي} من باب الغين {من 1474....
ج7.الضعفاء الكبير للعقيلي من بَابُ النُّونِ {من 1...
معاد ج1. الضعفاء الكبير دون وصف
ج1.كتاب {الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أس...
ج2.الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ال...
ج3. الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة ا...
كتاب {العبارة المختصرة في علة حديث إن هذه الحشوش م...
علل المتون الاسانيد للترمذي
ج1.{لعلل الكبير للترمذي ترتيب علل الترمذي الكبير{م...
{من171.حتي 431.} العلل الكبير للترمذي ترتيب علل ال... {من 432 الي 591.}}[ العلل الكبير للترمذي ترتيب علل...
{من 592 الي717.}ثم بَابٌ جَامِعٌ فِي ذِكْرِ الرِّج...
{من 1. الي 500.}العلل المتناهية في الأحاديث الواهية
{من 1. الي 176.}[ العلل لابن المديني ]
المحتوي
اجزا علل احمد بن حنبل رواية عبد الله
{من 1 الي 1362.}{علل احمد بن حنبل رواية ابنه عب ال...
{من الحديث 1362 الي 3885. }{العلل ومعرفة الرجال ل...
{ من حديث رقم 3886. الي ح رقم 6161.}{الْجُزْء السّ...
{رواية المروزي من 1 الي 583.}العلل ومعرفة الرجال ل...
{رواية صالح والميموني{ من 311 الي583.}[العلل ومعرف...
{من (الدراسة رقم 1./الي الدراسة رقم 339*حديث رقم 3...
{ من}(الدراسة/341 الي ما بعد (الدراسة/356 )} {بغية...
{قسم التحقيق}{بغية النقاد النقلة *{الي حديث (ثلاث ...
{بغية النقاد النقلة}[الجزء الاخير]
عن يحي ابن معي


م الالباني */




الرئيسية/ترجمة الشيخ /الكتب /الأشرطة /متفرقات /الجامع لتراث الشيخ الألباني: /تابع لمزيد من التفاصيل. /برنامج مكتبة الشيخ الألباني ( الإصدار الثاني ): /موسوعة الشيخ الألباني متعددة اللغات - الإصدار الأول - اضغط هنا للتحميل. /موسوعة فتاوى الألباني: صوتي - نصي


من أنا
عبودة عبودة عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي


888-دليل المدونة المرقوم



ج3. اللؤلؤ المرصوع (من حرف الْفَاء الي الاخر)
-----------------------------
علل الأحاديث في صحيح مسلم
سؤالات حمزة للداراقطني{من 1 الي 413.}
ج1.{سؤالات السلمي للدارقطني} المقدمة + حرف الألف ث...
ج2.{حرف التاء سؤالات السلمي للدارقطني بَابُ التَّا...
ج3.{من حرف الحاء الي أول حرف الزاي- سؤالات السلمي ...
ج4. سؤالات السلمي للدارقطني{ن حرف الزاي الي حرف ال...
سؤالات السلفي لخميس الحوزي {من 1 الي 126.}
{سؤالات السجزي للحاكم} من 1 الي 342.
سُؤَالَات الْحَاكِم للدارقطني{من 1 الي530.}
سؤالات البرقاني للدارقطني {من 1 الي 57.}
سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري من{ 1 الي 621....
{سؤالات الاثرم لأحمد بن حنبل} من 1 الي 92.
سؤالات أبي داود للإمام أحمد {من 1 الي 594.}
{سؤالات ابن الجنيد لابن معين} {من 1 الي890.}
سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني {من 1 الي260.}{من...
تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي{من 1 الي109.}
ج2. تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي{من 110 الي 2...
ج3. تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي {من 221 الي2...
ج4. تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي{من 241 الي338.}
ج5.تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي{من 339 الي455.}
ج6.تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي {من 456.الي648.}
ج7وج8.تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي}{من649.الي ...
ج9وج10.تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي{ من 776. ا...
ج11وج12. تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي {من972.ا...
ج1 وج2وج3.{تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع}
ج4وج5وج6..{تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع}...
ج7وج8وج9.{تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع ا...
ج10-{تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع الحدي...
تعليقة {الفتي}على العلل لابن أبي حاتم{ من 93. الي ...
{تذكرة الموضوعات للفتني}المقدمة +ج1.
المقدمة +ج1.{تذكرة الموضوعات للفتني}
ج2.{تذكرة الموضوعات للفتني}
ج3.{ تذكرة الموضوعات للفتني كتاب الْعلم}
ج3.{ معاد تذكرة الموضوعات للفتني من اول كتاب العلم...
ج4..تذكرة الموضوعات للفتني
المقدمة +ج1.الكتاب{تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطر...
ج2.وج3.تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث كت...
ج4وج5.تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث كتا...
ج6وج7.{تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث كت...
ج8وج9.تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث كتا...
ج10وج11.تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث ك...
ج12وج13.{تذكرة الحفاظ لابن القيسراني أطراف أحاديث ...
المقدمة +ج1.{تحذير الخواص من أكاذيب القصاص} {من1 ا...
النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية{...
ج1وج2. النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة للحويني
ج3زج4.النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
ج5.النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
الموضوعات للصغاني ويليه { أسامي الضُّعَفَاء والمتر...
;jhf النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير ال...
الموضوعات للصغاني{من 1 الي 145.}/{و أسامي الضُّعَف...
المقدمة + { ج1.الموضوعات لابن الجوزي }
ج2.وج3وج4.{الموضوعات لابن الجوزي الي الْبَاب الرّ...
ج6.الموضوعات لابن الجوزي/{من كتاب ذكر جمَاعَة من ا...
ج7. وما بعده{الموضوعات لابن الجوزي كتاب الْفَضَائِ...
من ج8.وما بعده {الموضوعات لابن الجوزي كتاب الْعِب...
من ج11.{ج11.الي اخر ج 14. الموضوعات لابن الجوزي ...
من ج15.وج16.وج17.{ الموضوعات لابن الجوزي -كتاب الص...
من ج18.الي آخر كتاب النكاح{الموضوعات لابن الجوزي}
من اول ج20. وما يليه {الموضوعات لابن الجوزي من كتا...
{الموضوعات لابن الجوزي } من كتاب كتاب الزِّينَة ال...
الموضوعات لابن الجوزي {من اول كتاب كتاب معاشرة الن...
{المراسيل لابن أبي حاتم} المقدمة+ج من ج1. الي ج5.{...
المراسيل لابن أبي حاتم // من ج6 الي ج10.{من 104. ا...
اخر المراسيل المراسيل لابن أبي حاتم من باب الهاء ...
القصاص والمذكرين
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من ج1 الي ج4.}
ج5وج6.{اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة كتاب...
ج7 الي اخر ج10. اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
ج11.كتاب الجهاد الي كتاب الأحكام والحدود{اللآلىء ا...
اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة من اول كتاب ...
كتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {من اول...
كتاب المواريث من اللآلىء المصنوعة في الأحاديث المو...
{الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة}{{ من حديث ...
العلل لابن المديني{{كتاب الْعِلَل من 1 الي 176.حدي...
كتاب {الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة}{ج1وج2ج3...
كتاب الفوائد المعللة {ج1 وج2.}
كتاب الفردوس بمأثور الخطاب{ من حرف الالف الي اخر ا...
ج2.الفردوس بمأثور الخطاب من -كبَاب الْجِيم الي آخر...
ج3.الفردوس بمأثور الخطاب{من اول حرف بَاب الرَّاء ث...
ج4. الفردوس بمأثور الخطاب {من اول بَاب الطَّاء ث...
ج5.{الفردوس بمأثور الخطاب من اول بَاب الْكَاف حتي...
ج6.{كتاب الفردوس بمأثور الخطاب}{من باب الهاء الي آ...
--------------------------------
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغير...
كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
2.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
3.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
.4.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
5. ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وع...
6.ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعل...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلوم...
------------------------------
كتاب أحاديث مختارة من موضوعات الجورقاني وابن الجوز...
أحاديث معلة ظاهرها الصحة{ المقدمة + الي ج اخر ج6.....




56.موسوعات الشيخ الالباني



موسوعة الشيخ الألباني متعددة اللغات - الإصدار الأول
قاعدة بيانات الشيخ الالبانى‎، تخريج الاحايث من كتب الألباني - للأخ: أحمد أدهم
موسوعة مختارات الألباني الصوتية - الإصدار الأول ( صيغة ام بي ثري )
تفريغ سلسلة أخلاق المسلم للشيخ الألباني
تحديث: موسوعة الشيخ الألباني ( بي دي اف )
اضافة مجموعة مقالات مترجمة إلى الانجليزية للقراءة بموقع أرشيف الألباني
كتب الشيخ الألباني
كتب الشيخ الألباني بصيغة كتاب الكتروني - الجامع لتراث الألباني
كتب الشيخ الألباني بصيغة وورد
كتب الشيخ الألباني بصيغة الشاملة
كتب الشيخ الألباني بصيغة الهواتف الذكية
موسوعة كتب الشيخ الألباني ( بي دي اف )
[35] كتاباً الكترونياً للشيخ الألباني بصيغة (Chm) ملف مساعدة
برامج الشيخ الألباني
قاعدة بيانات الشيخ الالبانى‎، تخريج الاحايث من كتب الألباني - للأخ: أحمد أدهم
سلسلة الهدى والنور
سلسلة فتاوى جدة
سلسلسة فتاوى رابغ
سلسلة رحلة النور
لقاءات المدينة لعام 1408هـ
أسئلة وفتاوى الإمارات
مفهوم السلفية
ترجمة الإمام الألباني
نصيحة مهمة إلى دعاة الأمة
الأجوبة الألبانية على أسئلة أبي الحسن الدعوية
الأسئلة الرمضانية
التوجيهات الألبانية للفتنة الجزائرية
أسئلة أبي إسحاق الحويني للشيخ الألباني
أخلاق المسلم
التحذير من فتنة التكفير
أحكام الحج والعمرة
الدرر في مصطلح أهل الأثر
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
سلسلة مجالس الكويت
دروس مفردة
متفرقات
مقالات للشيخ الألباني
مقالات حول الشيخ الألباني
مواد صوتية ومفرغة
مواد أخرى حول الشيخ
موسوعة الشيخ الألباني متعددة اللغات - الإصدار الأول
قاعدة بيانات الشيخ الالبانى‎، تخريج الاحايث من كتب الألباني - للأخ: أحمد أدهم
موسوعة مختارات الألباني الصوتية - الإصدار الأول ( صيغة ام بي ثري )
تفريغ سلسلة أخلاق المسلم للشيخ الألباني
تحديث: موسوعة الشيخ الألباني ( بي دي اف )
اضافة مجموعة مقالات مترجمة إلى الانجليزية للقراءة بموقع أرشيف الألباني
مقالات للشيخ الألباني
مقال: عودة إلى السنة، للشيخ الألباني
مقال: استقبال الخطيب سنة متروكة، للشيخ الألباني
مقال: حول حديث "لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه"، للشيخ الألباني - الأصل ومترجم
مقال: سنة متروكة يجب إحياؤها
مقال: أول مخلوق، للشيخ الألباني - الأصل ومترجم
مقال: القراءة خلف الإمام، للشيخ الألباني
مقال: السفر الذي يجيز القصر، للشيخ الألباني
مقال: حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، للشيخ الألباني
مقال: من معجزات الإسلام العلمية، للشيخ الألباني
مقال: الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة وهو العَجْن، للشيخ الألباني
مقال: النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة، للشيخ الألباني
مقال: تحريم المبادرة إلى صلاة السنة بعد الفريضة دون تكلم أو خروج، للشيخ الألباني
مقال: تقدير الله لرزق العبد وأجله وهو جنين، للشيخ الألباني
مقال: لا يقال ما شاء الله وشاء فلان، للشيخ الألباني
القدر وحديث القبضتين حق
الصوم والصدقة عن الوالد المسلم (الأصل ومترجم)
حول الرقية
حول حديث ( العنان )
حول حديث ( يوم صومكم يوم نحركم ) (الأصل ومترجم)
حكم نذر المجازاة
الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية
إثبات عذاب القبر وخصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم
من الآداب الواجبة مع الله
حول إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر
حول حديث: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم
حول المهر
الأحاديث في العمامة
حادثة الراهب المسمى " بحيرا " حقيقة لا خرافة
حديث تظليل الغمام له أصل أصيل
نصائح الألباني الإمام الى الحُجاج الكرام
حول الحج والعمرة
حول المهدي
حول رواية بني أمية للأحاديث وطعن المستشرقين بها
حول أحاديث ميمون بن مهران
نقد كتاب ( التاج ) في الحديث
وجوب التفقه في الحديث (الأصل ومترجم)
وجوب التحري في الفتوى
السنن المنسية
إثبات علو الله سبحانه وتعالى
وجوب الرجوع إلى السنة وتحريم مخالفتها
حكم التقبيل عند اللقاء، والمعانقة، والالتزام، وتقبيل يد العالم
النهي عن الصلاة بين السواري
التصفية والتربية
كلمة الألباني الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية
قصة الورقة الضائعة
حكم المسبحة (الأصل ومترجم)
مقال: حول فتوى قتل الوالد ابنه، للشيخ الألباني
[ للأعلى ]
مقالات حول الشيخ الألباني
مقال: الألباني محدِّث العصر وناصر السنَّة، بقلم: أحمد الداهن
بيانُ خطأ نسبةِ (قصيدة في الزواج) إلى أبي الإمامِ الألبانيّ، بقلم: سُكينة بنت محمد ناصر الدين الألباني
مقال: قد تجاوزت الحد، دفاع الشيخ عبد السلام بن برجس عن العلامة الألباني (3 حلقات)
مقال: الدمعة الألبانية، بقلم / د. محمد بن سليمان المهنا
خطبة: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، د. إبراهيم الحقيل
مقال: أوجه إمامة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني، الشيخ: فتحي الموصلي
مقال: براعة الإمام الألباني في علل الحديث، الشيخ د. عاصم القريوتي
مقال: تعطير الأنام بترجمة العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
مقال: التحليل والدراسة لكتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة
شيخنا العلامة الألباني والملك الحسن الثاني، الشيخ عاصم القريوتي
تزكيات كبار العلماء للألباني
من مناقب العلامة الألباني، بقلم: محمد عيد العباسي
المحدث الكبير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، بقلم الدكتور محمد بن لطفي الصباغ
نقاط يسيرة من سيرة عطرة للشيخ الألباني مع الحديث النبوي الشريف، بقلم: زهيرالشاويش
ناصر الحديث ومجدد السنة الألباني .. عاش وحيد العصر ، وأصبح فقيد العصر، بقلم: علي خشان
الألباني رافع لواء التصفية والتربية ! بقلم: محمد صفوت نور الدين
شذرات من ترجمة الألباني، بقلم: عاصم بن عبد الله القريوتي
مع شيخنا ناصر السنة والدين في شهور حياته الأخيرة، بقلم: علي بن حسن الحلبي الأثري
مواقف وذكريات مع الشيخ العلامة ناصر الدين الألبانى، بقلم: باسم فيصل الجوابرة
رحيل ريحانة الشام ومفيد الأنام الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، بقلم: سعد بن عبد الله البريك
ذهاب العلم بذهاب العلماء، بقلم: عبد الرزاق العباد
محدث الشام ناصر الدين الألباني ... أي عالم افتقدناه ؟ بقلم : إبراهيم باجس عبد المجيد
المشهد الأخير من رحيل الألباني -رحمه الله- بقلم : د. محمد محمود أبو رحيم
وقفة أمام عام الحزن، شعر: عبد الرحمن بن صالح العشماوي
يا عام عشرين، شعر: عبد الرزاق الحمد
مادة: مناقشة الشيخ الألباني مع الشيخ عبد المحسن العباد وغيره حول صيام يوم السبت (صوتي ومفرغ)
مادة: الاعتماد على ما صححه الألباني، للشيخ ابن باز (صوتي ومفرغ)
مادة: الألباني يرد على أهل الاغتيالات والتفجيرات، شريط: من منهج الخوارج - رقم (830) من سلسلة الهدى والنور (صوتي ومفرغ)
تفريغ: فتاوى متنوعة من سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني
شريط مفرغ وصوتي: حكم الاحتفال بالمولد، للشيخ الألباني
مفرغ وصوتي: مناظرة في حكم الاحتفال بالمولد، للشيخ الألباني
صوتي ومفرغ: تجريد التوحيد شريط نادر للعلامة الألباني في شبابه عام 1380هـ/1960م
صوتي ومفرغ: ثناء الشيخ الألباني على علماء السعودية في اتباعهم الكتاب والسنة
صوتي ومفرغ: سيرة الشيخ الألباني يرويها بصوته
موسوعة مختارات الألباني الصوتية - الإصدار الأول ( صيغة ام بي ثري )
مواد أخرى حول الشيخ
مادة: تنبيه القارئ لأخطاء وقعت في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني، بقلم: عزام الشمري
كتاب: مقالات الألباني، جمع: نور الدين طالب (بي دي اف وورد)
مادة: فهرسة أشرطة السلاسل العلمية الصوتية للشيخ الألباني (عدة صيغ)
مادة مقتبسة: نماذج من صبر العلماء المعاصرين: الشيخ الألباني وصبره على العلم والتعليم
المجموعة الأولى من أعمال الباحث: عبدالرؤوف أبوالمجد البيضاوي في العناية بكتب العلامة الألباني
فتوى: الشيخ الألباني رحمه الله محدث كبير وفقيه مجتهد
المجموعة الثانية من أعمال الباحث: عبدالرؤوف أبوالمجد البيضاوي في العناية بكتب العلامة الألباني
وثيقة: رسالة الشيخ عبد القادر الأرناوؤط للعلامة الألباني (صورة)
مادة مقتبسة: العلامة الألباني يُدَرِسْ العقيدة من تحت السيارة المنقلبة
فتوى: تفاجأت أن الألباني من المعاصرين وتوقفت عن قبول أحكامه على الأحاديث!
سلسلة صوتية: التعليقات المليحة شرح "السلسلة الصحيحة" للشيخ زيد المدخلي
خطأ شنيع في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله ..! الشيخ: سليمان الخراشي
تفريغ: مقتطفات من اللقاء المفتوح مع أبي ليلى الأثري عن العلامة الألباني رحمه الله
مادة مقتبسة: من طرائف الشيخ الألباني مع الشيخ ابن باز
فتوى: هذا رأيي في الشيخ الألباني، للشيخ عبد العزيز بن باز
فتوى: هل ضعف الشيخ الألباني أحاديث في صحيح البخاري؟
ألف فتوى للشيخ الألباني = مجموع فتاوى العلامة الألباني - جمع: أبو سند محمد
ملحق بتخريج الأحاديث الواردة في كتاب المصطلحات الأربعة في القرآن - بقلم: أم عبد الرحمن
وثائق: مجموعة صور تشمل وصية العلامة الألباني بخط يده (ومكتوبة)، وصورة براءة جائزة الملك فيصل العالمية الحاصل عليها الشيخ الألباني، واهداء الشيخ محمد حامد الفقي لتحقيقه لـ(زاد المعاد) بخطه للألباني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض اخر لاقامة الشهاد فيه زيادات مهمة جدا *-*-*-

     ما دلالة قول الله تعالي ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وما علاقة النصف الآخر{من الاية 8-آية 12.}من سورة الطلاق بنصفها ال...